وقال تعالى منكرًا على المشركين: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [1] [النجم:59 - 61].
وعن عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلِي، وفي صدره أزيز كازيز المرجل من البكاء" [2].
وعن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة - رضي الله عنها - فقال عبيد بن عمير: حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبكت، وقالت: قام ليلة من الليالي، فقال: "يا عائشة ذررني أتعبد لربي"، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت، فقام فتطهر، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حِجره، ثم بكى، فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما [1] سامدون: غافلون لاهون عنه، وعن تدبره. [2] روأه أبو داود رقم (904)، والترمذي في "الشمائل" رقم (276) ص (169)، والنسائي (3/ 13)، وصححه النووي، وأزيز المرجل: غليانه.