روي عن عمر أنه قال: "من تزين بما ليس فيه شانه الله" [1].
وحكى الأصمعي أن أعرابيا صلى فأطال، وإلى جانبه قوم، فقالوا: ما أحسن صلاتك! فقال: "وأنا مع ذلك صائم".
فقال أعرابي حاضر المجلس:
صلَّى فأعجبني، وصام فرابني ... نَحَّ القُلُوصَ عن المصلي الصائمِ (2)
وقال ابن الجوزي أيضَا: "ومن أعجب ما رأيت فيهم أن رجلًا كان يصلي بالناس صلاة الصبح يوم الجمعة، ثم يلتفت فيقرأ المعوذتين، ويدعو بدعاء الختمة ليعلم الناس أني قد ختمت الختمة، وما هذه طريقة السلف، فإن السلف كانوا يسترون عبادتهم، وكان عمل الربيع بن خثيم كله سِرَّا، فربما دخل عليه الداخل وقد نشر المصحف، فيغطيه بثوبه، وكان أحمد بن حنبل يقرأ القرآن
(1) "تلخيص الحبير" (2/ 196).
(2) "أدب الدنيا والدين" ص (95).