أبو عبيد: هؤلاء جميلا يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وهو قول أهل السنة، المعمول به عندنا. انتهى ما ذكره شيخ الإسلام قدس الله روحه.
وتقدم قول الفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد: أنهم أخذوا عن أهل الفقه والفضل قبلهم أن الإيمان قول وعمل.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه أئمة العلم في ذلك، فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار؛ حجازا وعراقا، وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
وقال حرب بن إسماعيل الكرماني -صاحب الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه- في مسائله المشهورة: هذه مذاهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة، المتمسكين بها المقتدى بهم فيها، من لدن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، قال: وهو مذهب أحمد، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم، وكان من قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص، ويستثنى في الإيمان غير أن لا