السنة: الإيمان؛ المعرفة والقول والعمل.
وقال أبو بكر الآجري: أخبرنا خلف بن عمرو العكبري قال: حدثنا الحميدي قال: سمعت وكيعا يقول: أهل السنة يقولون الإيمان قول وعمل، والمرجئة يقولون: الإيمان قول، والجهمية يقولون: الإيمان المعرفة.
وروى أبو نعيم في الحلية، عن محمد بن أسلم الطوسي أنه قال: الجهمية زعمت أن الإيمان المعرفة فحسب بلا إقرار ولا عمل، والمرجئة زعمت أنه قول بلا تصديق قلب ولا عمل، فكلاهما شيعة إبليس.
قال أبو السعادات ابن الأثير رحمه الله تعالى: المرجئة فرقة من فرق الإسلام، يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي؛ أي أخَّرَه عنهم، والمرجئة تهمز ولا تهمز، وكلاهما بمعنى التأخير. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": المرجئة بضم الميم وكسر الجيم بعدها ياء مهموزة، ويجوز تشديدها بِلا همز، نُسبوا إلى الإرجاء -وهو التأخير- لأنهم أخّروا الأعمال عن الإيمان فقالوا: الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، ولم يشترط جمهورهم النطق، وجعلوا للعصاة اسم الإيمان على الكمال، وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب أصلا، وإن إيمان الصديقين وغيرهم بمنزلة واحدة. انتهى.