الْمُتَكَبِّرِينَ} [غافر: 69 - 76]؛ وهذه الآيات نزلت في كفار قريش، ونحوهم ممن كان يُقرّ بأن الله تبارك وتعالى رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور، المتصرف في خلقه بما يشاء، وإنما كانوا يشركون به في الألوهية والعبادة كما أخبر الله عنهم أنهم قالوا: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} الآية [ص: 5].
فأما صاحب الأغلال وأضرابه من المرتدين عن الإسلام فإنهم -مع مجادلتهم في آيات الله وتكذيبهم بالكتاب وبما أرسل الله به رسله- قد جعلوا الطبيعة رب كل شيء وخالقه، وعدلوا الكفرة من الإفرنج وغيرهم بالله في ربوبيته، وزعموا أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى من الخلق، والرزق، والإحياء، والتصرف في الكون، وغير ذلك مما هو محشو في كتاب الأغلال الجامع للكثير من أشتات الكفر والضلال.
والله المسؤول أن يعافيني وإخواني المسلمين مما ابتلاه به، ويثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.