حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة؛ حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فعاقب الطائفتين؛ أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم، وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار، وطلب قتل عبد الله بن سبأ فهرب منه، وأمر بجلد من يفضله على أبي بكر وعمر، وروي عنه من وجوه كثيرة أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر. ورواه عنه البخاري في صحيحه.
وقال أيضا في موضع آخر: وابن سبأ هذا أول من ابتدع الرفض، وكان منافقا زنديقا، أراد فساد دين الإسلام كما فعل بولص صاحب الرسائل التي بأيدي النصارى؛ حيث ابتدع لهم بدعا أفسد بها دينهم، وكان يهوديا فأظهر النصرانية نفاقا لقصد إفساد ملتهم، وكذلك كان ابن سبأ يهوديا فقصد ذلك، وسعى في الفتنة فلم يتمكن، لكن حصل بين المؤمنين تحريش وفتنة، فقتل فيها عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وتبع ابن سبأ جماعات على بدعته وضلالته، وقال هؤلاء: إن عليا - رضي الله عنه - لم يمت، وإنما الذي قتله عبد الرحمن بن ملجم شيطان، وأما علي ففي السحاب، والرعد صوته، والبرق سوطه، وإنه ينزل إلى الأرض ويملأها عدلا، ويقولون عند الرعد عليك السلام يا أمير المؤمنين.
وقال أيضا في موضع آخر: لما حدثت بدع الشيعة في خلافة علي - رضي الله عنه - ردها، وكانت ثلاث طوائف؛ غالية، وسبابة، ومفضلة؛ فأما الغالية فإنه حرقهم بالنار، فإنه خرج ذات يوم من باب كندة فسجد له
أقوام فقال: ما هذا؟ فقالوا: أنت هو الله، فاستتابهم ثلاثا فلم يرجعوا، فأمر في