وفي المسند، وصحيح مسلم، وجامع الترمذي من حديث المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل» الحديث، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي المسند أيضا من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويُزاد في حرِّها» الحديث.
وفي المسند أيضا، وصحيح الحاكم، عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تدنو الشمس من الأرض، فيعرق الناس ..» الحديث، قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وهذه الأحاديث الأربعة وإن كانت في أخبار يوم القيامة ففيها دلالة على أن الأرض قارة ثابتة، لا تفارق موضعها، ولو كانت الشمس هي القارة الثابتة لكانت الأرض هي التي تُدنى منها، وهذا خلاف نصوص هذه الأحاديث، والله أعلم.
فهذا ما يسَّره الله تعالى من الآيات والأحاديث [1] الدالة على أن الشمس تسير وتدور على الأرض، وأن الأرض قارة ثابتة، خلاف ما يزعمه الجغرافيون من أن الشمس قارة، وأن الأرض تدور عليها، وحقيقة قولهم تكذيب الآيات والأحاديث التي ذكرنا، وإطراحها بالكلية، وذلك هو الكفر [1] الإشارة هنا بناء على ما كان في الأصل من ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على قرار الأرض ودوران الشمس، وقد سبقت الإشارة إلى أنه نقل ذلك إلى ما كتبه في هذا الموضوع بخصوصه، وهما كتابا الصواعق الشديدة، وذيل الصواعق، فليتنبه.