فصل
وهل يلحق تارك الزكاة، والصوم، والحج بتارك الصلاة -في الحكم بكفره إذا تعمد الترك- أم لا؟
قال محمد بن نصر رحمه الله تعالى: ذهب طائفة من أهل الحديث إلى أن من ترك شيئا من أركان الإسلام الخمس عمدا أنه كافر. ذكر ذلك عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى، قال: وروي ذلك عن سعيد بن جبير، ونافع، والحكم، وهو رواية عن الإمام اختارها طائفة من أصحابه، وهو قول ابن حبيب من المالكية. انتهى.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: هو اختيار أبي بكر، وطائفة من أصحاب مالك كابن حبيب، ثم ذكر رحمه الله تعالى ما رواه أسد بن موسى، عن الحكم بن عتيبة قال: من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمدا فقد كفر، ومن ترك الحج متعمدا فقد كفر، ومن ترك صوم رمضان متعمدا فقد كفر. وروى أسد أيضا عن سعيد بن جبير قال: من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر بالله، ومن ترك الزكاة متعمدا فقد كفر بالله، ومن ترك صوم رمضان متعمدا فقد كفر بالله.
قلت: وهذا هو المروي عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى، قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة": حدثنا سويد بن سعيد الهروي، قال: سألْنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء؟ فقال: يقولون: الإيمان قول، ونحن نقول: الإيمان قول وعمل. والمرجئون أوجبوا الجنة لمن شهد أن