{وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحج: 64]، وقوله: {وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة: 76]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى: 5]، ونظائر ذلك. انتهى.
الدليل العاشر: قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمَّن إذا ذُكِّروا بآيات الله لم يخروا سجدا مسبحين بحمد ربهم، ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة، فمن ذُكِّر بها ولم يتذكر ولم يصلّ لم يؤمن بها؛ لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم أهل السجود، وهذا من أحسن الاستدلال وأقربه، فلم يؤمن بقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} إلا من التزم إقامتها. انتهى.
الدليل الحادي عشر: قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 48 - 49].
قال البغوي رحمه الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا} يعني صلُّوا، لا يُصلُّون.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إنما يقال لهم هذا يوم القيامة، حين يُدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: توعّدهم على ترك الركوع، وهو الصلاة إذا دعوا إليها، ولا يقال إنما توعدهم على التكذيب، فإنه سبحانه وتعالى إنما أخبر عن تركهم لها، وعليه وقع الوعيد، على أنّا نقول: لا يصر على