فصل
وأما العجم فقد فشت فيهم الوثنية، وآل بهم الغلو في أهل البيت إلى أن اتخذوهم أربابًا من دون الله، وقد تقدم قول المنفلوطي إن علماءهم يحجون إلى قبر الإمام كما يحجون إلى بيت الله الحرام، وقال الشوكاني: إنهم غلوا في الكفر حتى أثبتوا الإلهية لمن يزعمون أنه المهدي المنتظر، وأنه دخل السرادب وسيخرج منه في آخر الزمان، وبلغ من تلاعبهم بالدين أنهم يجعلون في كل مكان نائبا عن الإمام المذكور الموصوف بأنه إلههم، ويُسمُّون أولئك النواب حُجَّابا للإمام المنتظر، ويثبتون لهم الإلهية، وهذا مصرح به في كتبهم، وقد وقفنا منها على غير كتاب. انتهى.
وأما بلاد الهند فأكثر أهلها قد اتخذوا عبد القادر الجيلاني إلها معبودا، وربا مدبرا ميسرا، والذين يحجون منهم إلى قبره أكثر ممن يحج إلى البيت الحرام، وقد تقدم ما ذكره المنفلوطي عنهم فليراجع.
وقال صديق بن حسن رحمه الله تعالى: في الهند رجال كثيرون من هذا الوادي؛ منهم السيد معين الدين الجشتي، والشيخ قطب الدين الكاكي، والسيد بديع الدين المدار، والمسعود الغازي السالار، والشيخ نظام الدين أوليا، والسيد قطب عالم، إلى غيرهم ممن يطول ذكرهم، بل لا بلد من بلاده، ولا قصبة من قصباته، ولا قرية من قراه، إلا وفيه قبر ولي أو صالح يعبدونه جهارا، ويلقون أردية ورياحين، ويوقدون عليه السرج، ويسافرون إليه في شهر مُعيَّن من كل سنة زرافات ووحدانا، وينذرون له بأنواع من