الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [البقرة: 118].
وقد أزيلت آثار الوثنية من قبر ابن عباس مرتين:
إحداهما: في حدود العشرين بعد المائتين والألف.
والثانية: في آخر سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف.
وكلتا المرتين على أيدي أهل نجد، كما أزيلت آثار الوثنية من اللات على أيدي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمره - صلى الله عليه وسلم -، فلله الحمد لا نحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثنى عليه أحد من خلقه.
قال ابن غنام: وأما ما يُفعل عند قبره -عليه الصلاة والسلام- من الأمور المحرمة؛ من تعفير الخدود، والانحناء بالخضوع والسجود، واتخاذ ذلك القبر عيدا فهو مما لا يخفى.
قلت: قال صديق بن حسن: رأيت الناس في المسجد الشريف إذا سلم الإمام من الصلاة قاموا من مصلاهم مستقبلين القبر الشريف كالراكعين، ومنهم من يلتصق بالسرادق ويطوف حوله، وكل ذلك حرام باتفاق أهل العلم. انتهى.
قلت: وما زال الشرك ووسائله في ازدياد وكثرة حول القبر الشريف، وعند غيره من قبور الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ولكن لما قوي الوازع عن ذلك في زماننا ولله الحمد والمنة صار الغوغاء يفعلون بعض ذلك خفية، وقد حدثني بعض أصحابنا من قضاة المدينة النبوية أن خدام المسجد النبوي إذا كان ليلة الجمعة أخرجوا ما يلقيه الغوغاء داخل الشباك الذي حول