أدى بهم الضلال إلى أنه لا يمكن أحد يريد ركوب البحر، أو يريد النزول منه إلى البر حتى يجيء إليه، ويسلم عليه، ويطلب منه الإعانة والمدد فيما أراده وقصده.
وأما أهل اللحية فعندهم الزيلعي، يعظمونه ويدعونه، ويصرفون إليه جميع النذور، وقبر رابعة عندهم مشهور، لا يحلفون صدق اليمين إلا بها. انتهى المقصود من كلامه باختصار وتصرف في بعض العبارة.
وقد حدثني بعض أصحابنا من طلبة العلم أنه رأى في سياحته في أدنى اليمن أشجارا وأحجارا كثيرة، يعتقد فيها أهل تلك النواحي، ويفعلون بها نظير ما كان المشركون الأولون يفعلونه بذات أنواط وإساف ونائلة، وذكر أنه رأى كثيرا ممن هناك لا يدرون ما صيام ولا صلاة ولا وضوء، إلى غير ذلك مما ذكره عنهم من كثافة الجهل بالإسلام، ومزيد الضلال على الأنعام، وهذا من مصداق ما رواه ابن ماجة، والحاكم في مستدركه عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب؛ حتى لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا صدقة ...» الحديث، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأقره الذهبي في تلخيصه.
وإذا كان الأمر هكذا في أدنى اليمن فما الظن بأقصاه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد روى الشيخان في صحيحيهما، والإمام أحمد في مسنده، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات