بحيث يهدرون ما لا يحصى من أوامر الله وحقوق الخالق، وما ألزم به ذممهم لحلول ما يضادها في ساحتهم، ونزوله بمنازل اعتبارهم، وشرح هذا الباب يطول؛ حتى كاد يستأصل منهم جميع شرائع الأديان والعقول، بل لقد استأصلها كما قد صنع ذلك في عدد لا يسعف الحاصر ولا يلم به الخامل. انتهى كلامه رحمه الله ملخصا.
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه "الدر النضيد": من أنكر حصول النداء للأموات والاستغاثة بهم استقلالا؛ فليخبرنا ما معنى ما نسمعه في الأقطار اليمنية من قولهم: يا ابن العجيل، يا زيلعي، يا ابن علوان، يا فلان يا فلان، وهل ينكر هذا منكر، أو يشك فيه شاك، وما عدا ديار اليمن فالأمر فيها أطم وأعم، ففي كل قرية ميت يعتقده أهلها وينادونه، وفي كل مدينة جماعة منهم؛ حتى إنهم في حرم الله ينادون يا ابن عباس، يا محجوب، فما ظنك بغير ذلك؟! فلقد تلطف إبليس وجنوده لغالب أهل الملة الإسلامية بلطيفة تزلزل الأقدام عن الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال: ولقد أخبرني بعض من ركب البحر للحج أنه اضطرب اضطرابا شديدا، فسمع من أهل السفينة من الملاحين وغالب الراكبين معهم ينادون الأموات، ويستغيثون بهم، ولم يسمعهم يذكرون الله قط، قال: ولقد خشيت في تلك الحال الغرق لما شاهدته من الشرك بالله.
وقد سمعنا عن جماعة من أهل البادية المتصلة بصنعاء أن كثيرا منهم إذا حدث له ولد جعل قسطا من ماله لبعض الأموات المعتقدين، ويقول: إنه