من القبائح ما منه السجود للمعتقد، شاهد ذلك الجمع ما ذكر عيانا.
ومن ذلك -وهو من غرائب الانحلال من الدين-: أن جماعة من العامة خرجوا من مسجد بجوار مشهد بعد أن صلوا فريضة من المكتوبات، فدخلوا المشهد، فرفعوا وضموا وركعوا إلى جدار القفص، وأما ما يقع من العامة عند التطام موج البحر، ونازلة باغتة، وجرئيات لا تنحصر -من تبادر بوادرهم إلى دعاء الولي والاستغاثة به، ونسيان الله أو تشريكه فقط- فأمر أوسع من فج البر، ولقد سمعنا وصحّ لنا، بل ما هو إلا التواتر الذي هو أجلى الضروريات، ولقد سمعت من بعض الإخوان أنه كان نازلا بمدينة زبيد في سابق الأيام، وأن بها قوما يقرؤون صحيح البخاري، فإذا فرغوا -إما أحيانا أو مطلقا- ذهبوا إلى مشهد الجبرتي -فيما يغلب على ظني الآن ويحتمل غيره- فيظلون عاكفين هنالك ما شاء الله، وعليهم السكينة، والوقار، وضروب من الخضوع، والتأدب لنازل الحفرة، هل هذا عمل بشيء وجدوه في كتاب البخاري أو غيره، أم ما هو؟!
ومن عجيب أمر العامة نداؤهم المقبور أن ذُبَّ عن قُبَّتك، وافعل ما يشيع به ذكرك في الآفاق، وصار كثير منهم وسيلته عند حبس القطر الذهاب إلى المشهد والعقر فيه وسؤاله، وربما يقول السادن حرصا على الحطام: حُبس القطر بسبب الإساءة أو منعكم نذره مثلا، فإن فعلوا ولم يحصل المطلوب تحدثوا بأنه غائب في مكة مثلا، ولقد تجاسر بعض العامة زعما منه أنه صادق الاعتقاد في الولي أو ذو دراية بما ينبغي له، فقال: والله أما الولي فلان فإنه يُحيي الموتى، أما الولي فلان فإنه حي لا