وقال محمد رشيد رضا: قد ذكروا في بعض الكتب، وما زالوا يتناقلون أن من أصابته شدة فليصل ركعتين، ثم ليتوجه إلى الشرق؛ أي إلى بغداد، وينادي الشيخ وينشد هذين البيتين في الاستغاثة والاستجارة به:
أيدركني ضيم وأنت ذخيرتي ... وأُظلم في الدنيا وأنت مجيري!
وعارٌ على راعي الحمى وهو في الحمى ... إذا ضاع في الهيجا عقال بعير
ويقول: سيدي عبد القادر اقض حاجتي، ويذكرها، قالوا: فإنها تقضى وإن ذلك مُجرَّب، وقد يروون ذلك عنه، برأه الله من شركهم بالله وكفرهم بدينه. انتهى.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى: اشتهر عن ابن كمال بأخبار الثقات أنه يقول: عبد القادر في قبره يسمع، ومع سمعه ينفع، قال الشيخ رحمه الله تعالى: وهذا قول شنيع، وشرك فظيع.
وقال أيضا: وكذلك ما يفعله أهل العراق، والمغرب، والسواحل، والهند من البناء على قبر عبد القادر الجيلاني، وبناء المشاهد لعبادة عبد القادر، كالمشهد الذي في أقصى المغرب، والذي في الهند، وينادونه من مسافة أشهر بل سنة لتفريج كرباتهم، وإغاثة لهفاتهم، ويعتقدون أنه من تلك المسافة يسمع داعيه، ويجيب مناديه، وهو لما كان حيا يسمع ويبصر لم يعتقد أحد فيه أنه يسمع من ناداه من وراء جدار، ثم بعد موته صار منهم بما صار، وهل هذا إلا لاعتقادهم أنه يعلم الغيب، ويقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا الذي يفعله هؤلاء مع ما ذكرنا إنما هو من تأله القلوب بهم، وشدة اعتقادهم فيهم، فما أعظم ما وقع من الشرك في كثير من هذه