ورواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم أيضًا من طريق الزهري عن أبي سلمة قال: كنت أرى الرؤيا أُعْرَى منها [1] غير أني لا أزمّل [2] حتى لقيت أبا قتادة فذكرت ذلك له فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الرؤيا من الله والحُلْم من الشيطان فإذا حَلَم أحدُكم حُلْمًا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثًا وليتعوَّذ بالله من شرها فإنها لن تضره» هذا لفظ مسلم. وفي رواية أحمد قال: «فمن رأى رؤيا يكرهها فلا يخبر بها وليتفل عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من شرها فإنها لا تضره». قال سفيان مرة أخرى: «فإنه لن يرى شيئًا يكرهه»؛ سفيان هو ابن عيينة رواه عن الزهري ورواه عنه أحمد. ورواية البخاري مختصرة.
ورواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم أيضًا من طريق عبد ربه بن سعيد عن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني قال: فلقيت أبا قتادة فقال: وأنا فكنت لأرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثًا وليتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم وشرها ولا يحدث بها أحدًا فإنها لا تضره» ورواه الدارمي بنحوه وزاد: «فإذا رأى أحدكم ما يحب فليحمد الله».
وفي رواية لمسلم قال: «الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئًا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره ولا يخبر بها أحدًا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب». [1] قوله: أعْرى منها، أي يصيبني البرد والرَّعْدَة من الخوف يقال: عُرِي فهو مَعْرُوٌ. قال الجوهري: العُرَواء قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذ بالرعدة وقد عُرِيَ الرجل على ما لم يسم فاعله فهو مَعْرُوٌ. وقال النووي في "شرح مسلم": أعرى بضم الهمزة وإسكان العين وفتح الراء أي أحَمُّ لخوفي من ظاهرها. قال أهل اللغة: يقال: عُرِيَ الرجل بضم العين وتخفيف الراء يُعْرى إذا أصابه عُراء بضم العين وبالمد وهو نفض الحمى، وقيل: رعدة انتهى. [2] قوله أزمَّل، قال النووي: معناه أغطى وألفّ كالمحموم.