نام کتاب : كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع نویسنده : الهيتمي، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 159
وعن ابن عباسٍ أنَّه كان إذا أكثر الكلام في القُرآن والسنن قال لِمَن عنده: ((احمضوا بنا - أي: نوصوا [بنا] في الشعر والأخبار)) [1]، وأصل ذلك أنَّ الإبل إذا أكثَرت الرعي في النبات الحلو أخرَجُوها إلى ما فيه حموضة؛ خَوفًا عليها من الهلاك.
ورُوِيَ: إنَّ في صحيفةٍ لآل داود - صلَّى الله على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء وسلَّم -: "لا ينبغي للعاقل الكامل أنْ يخلي نفسَه من واحدةٍ من أربع: [ز[1]/ 40/ب] عمل لمعادٍ، أو صَلاح لمعاشٍ، أو فكر يَقِفُ به على ما يصلحه ممَّا يفسده، أو لذَّة في غير كرمٍ يستعينُ بها على الحالات الثلاث)) [2].
وروى الخطيب عن علي: "رَوِّحوا القُلُوب وابتغوا لها طَرائف الحكمة؛ فإنها تَمَلُّ كما تَمَلُّ الأبدان" [3].
وقال غيرُه: "رَوِّحوا القلوب تَعِي الذِّكرَ" [4]، وقال الزهري: "كان رجلٌ يُجالِس أصحابَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويُذاكِرهم، فإذا كثُر [1] لم أقفْ عليه، وأخرج البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (1/ 360 رقم 607)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 129 رقم 1392) نحوه عن الزهري بلفظ: "كان الزهري إذا سُئِلَ عن الحديث يقول أحمضونا، قال أبو أحمد: وذلك أنَّ الإبل ترعى الخلة وهو ما خلا من النبت فتسأمه، فترعى الحمض وهو الشورق، فإذا اختلفا منه اشتهت الخلة فترد إلى الخلة، فكذا قال: أحمضونا ... الحديث حتى تتفتَّح النفس"، ورواية الخطيب: "كان يقول لأصحابه: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من حديثكم؛ فإنَّ الأذن مجة والقلب حمض". [2] لم أقفْ عليه. [3] أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 129 رقم 1389)، وأبو سعدٍ السمعاني في "أدب الاملاء والاستملاء" (1/ 68) عن عليٍّ - رضي الله عنه - موقوفًا. [4] أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" (7/ 177 رقم 35115)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 104)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 129 رقم 1390) عن قسامة بن زهير.
نام کتاب : كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع نویسنده : الهيتمي، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 159