نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 452
تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِى أهْلِهِ وَجَارِهِ؟ قَالُوا: أَجَلْ. قَالَ: تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ، وَلكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ التِى تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْض} [1].
وقوله: " فأسْكَتَ [2] القومُ "، قال الإمام: قال الأصمعى: سكت القوم بمعنى صمتوا وأسْكتوا بمعنى أطرقوا. قال أبو على البغدادى وغيره: سكَت وأسْكت بمعنى صمتَ. قال الهروى: ويكون سكت فى غير هذا بمعنى سَكَنَ ومنه قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَب} [3] ويكون سكت بمعنى انقطع، حكى عن العرب: جرى الوادى ثلاثاً ثم سكت، أى انقطع، ويقال: هو السكوت والسُّكاتُ، وسَكَتَ يسْكُتُ سكْتاً وسكوتاً وسكاتا.
وقوله: " تعرض الفِتَن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً ": قال القاضى: كذا روينا هذا الحرف عن القاضى الشهيد، بفتح العين والذال المعجمة فى الأمّ، وضبطناه على ابن العاصى وغيره [عُودًا] [4]، بضم العين ودال مهملة، ووقع عند بعضهم عوْداً عَوْدًا، بفتح العين وبالدال المهملة أيضاً، وهو اختيار شيخنا أبو الحسين بن سراج من جميع وجوه رواياته، قال لى: ومعنى تُعرض: أى كأنها تلصق، بعرض القلوب، أى جانبها، كما يلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه بشدة لصقها به. قال: وقولة: عَوْداً عوداً: أى تعاد وتكرر عليه شيئاً بعد شىء. قال: ومن رواه بالذال المعجمة فمعناه: سؤال الإعاذة، كما يقال: غفراً غفراً وغفرانك، وبذلك انتصب، أى نسألك أن تُعيذَنا من ذلك وأن تغفر لنا. وأما غيره - ممن باحثناه من شيوخنا وكاشفناه عن هذا وهو الأستاذ أبو عبد الله بن سليمان [5] - فقال: معناه: تعرض على القلوب أى تُظْهَرُ لها فتنةٌ بعد أخرى وقوله كالحصير، أى كما ينسج الحصير عوداً [عوداً] [6] [وشطبة] [7] بعد أخرى، وعلى هذا تترجح رواية ضم العين وذلك أن ناسج الحصير عند العرب يحتاج إلى مُنَقّ القضبان لأخذ [1] الكهف: 99. وكنى بذلك عن شدة المخاصمة وكثرة المنازعة وما ينشأ عن ذلك من المشاتمة والمقاتلة، وقد أخرج ابن أبى شيبة من وجه آخر عن حذيفة قال: " لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك، إنما الفتنة ما اشتبه عليك الحق والباطل ". فتح 13/ 212، وانظر: فتح الملهم 1/ 179. [2] فى الإكمال: فأسكته. [3] الأعراف: 154. [4] ساقطة من ق. [5] وهو الذى قرأ عليه كتاب إصلاح المنطق ليعقوب بن السكّيت، وحدثه به عن خاله عن أبى عمر السهمى وأبى سليمان داود على الخولانى، كما ذكر القاضى فى الغنية: 60. [6] من ق. [7] ساقطة من أصل النسختين، واستدركات فيهما بالهامش بسهم، وضبطت فى النووى ط. الشعب: شظية، وكذا قيدها صاحب فتح الملهم. جاء فى اللسان: والشظية: شقة من خشب أو قصب، وكل فلقة من شىء شظية.
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 452