نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 141
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والثانى: أن يكون الرجلُ إنما تُرِك لأجل [1] غلطه وسوء حفظه، أو يكون ممن أكثر فأصاب وأخطأ فتروى أحاديثه، والحفاظ يعرفون وهمه وغلطه وما وافق فيه الأثبات وما خالفهم فيه، فيدعون تخليطه [2]، ويستظهرون بصحيح حديثه لموافقته غيره، وبهذا احتجَّ الثورى حين نهى عن الكلبى [3] فقيل له: أنت تروى عنه؟! قال: أنا أعلم صدقه من كذبه، وهم لا يروون شيئاً منها للحُجَّة بها والعمل بمقتضاها.
= وقال النسائى: متروك الحديث. كتاب الضعفاء والمتروكين: 148، وبمثله قال الدارقطنى فى الضعفاء والمتروكين: 148.
وإليك ما به ذهب من ذهب إلى تركه:
قال أحمد: قال عفان: أول من أهلك أبان بن أبى عياش أبو عوانة، جمع حديث الحسن عامته من البصرة، فجاء به إلى أبان، فقرأه عليه. العلل 2/ 62.
وحدثنى عمرو الناقد قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: رأيت شعبة فى النوم قبل أن ألقاه، وكان يعجبنى لقاؤه، فلقيته، فسألته فقلت: يا أبا بسطام، مالك ولأبان بن أبى عياش فإن مهدى بن ميمون أخبرنى عن مسلم العلوى أنه رأى أبان بن أبى عياش يكتب عند أنس. قال: سليم ذاك الذى كان يرى الهلال قبل أن يراه الناس بيومين. السابق 2/ 25.
ولم يزد أحمد عند قراءة ابنه للحديث عليه أن طلب إليه أن يضرب على حديث أبان. السابق 2/ 208.
أقول: وعلى ذلك فترك من ترك رواية عياش ليست لكذبه. ولهذا لم يزد الذهبى فى الميزان فيه عن أنه قال: " قال النسائى فى " الكنى ": ليس بثقة. 1/ 15. وقال ابن عدى: له روايات، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. وهو بين الأمر فى الضعف، وقد حدَّث عنه الثورى ومعمر وابن جريج، وإسرائيل، وحماد بن سلمة، وغيرهم ممن لم نذكرهم، وأرجو أنه ممن لا يتعَمّد الكذب إلا أن يُشبه عليه ويغلط، وعامة ما أتى أبان من جهة الرواة لا من جهته، لأن أبان روى عنه قوم مجهولون لما أنه فيه ضعف، وهو إلى الضعف أقرب مه إلى الصدق كما قال شعبة. الكامل 1/ 387.
وقال الحافظ: قال مالك بن دينار: أبان بن أبى عياش طاوس القراء، وقال أيوب: مازلنا نعرفه بالخير منذ دهر، وقال: روى له أبو داود حديثاً واحداً مقروناً بقتادة فى الصلاة: " خمس من جاء بهن "، وقال ابن المدينى: كان ضعيفاً. تهذيب 1/ 101.
وما نقله القاضى عن احتجاج يحيى بن معين أخرجه الخليلى فى الإرشاد عن أحمد بن حنبل، بإسناد صحيح بلفظ: قال أحمد بن حنبل ليحيى بن معين- وهما بصنعاء- ويحيى يكتب عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان بن أبى عياش. تكتب نسخة أبان بن أبى عياش وتعلم أنه كذابٌ يضع الحديث؟ فقال: يرحمُك الله يا أبا عبد الله، أكتبه حتى لو جاء كذابٌ يرويه عن معمر عن ثابت عن أنس، أقول له: كذبت، ليس هذا من حديث ثابت، إنما هو من حديث أبان. الإرشاد 1/ 179. وانظر: الضعفاء والمجروحين 1/ 31، والحاكم فى المدخل 86، والخطيب فى الجامع 2/ 192. وبهذا يظهر أن السائل ليحيى هو أحمد بن حنبل، وقد سبق استقصاء أقواله قبل فيه. [1] فى ت: من أجل. [2] فى ت: تخبيطه. [3] العلامة الإخبارى محمد بن السائب بن بشر الكلبى، كان رأساً فى الأنساب، إلا أنه تروك الحديث.
أخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن حباب يقول: سمعت سفيان الثورى يقول: عجباً لمن يروى عن الكلبى قال ابن أبى حاتم: فذكرته لأبى وقلت له: إن الثورى يروى عن الكلبى، قال: كان لا يقصد الرواية عنه، ويحكى حكايةً تعجباً فيعلقه من حضره ويجعلونه رواية عنه. الجرح 7/ 270.
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 141