وسئل مالك عن رجل دخل مع الإمام فنسي تكبيرة الافتتاح وتكبيرة الركوع حتى صلى ركعة، ثم ذكر أنه لم يكن كبر تكبيرة الافتتاح ولا عند الركوع وكبر في الركعة الثانية، قال: «يبتدئ صلاته أحب إلى ولو سها مع الإمام، عن تكبيرة الافتتاح وكبر الركوع الأول رأيت ذلك مجزيًا عنه إذا نوى بها تكبيرة الافتتاح» [1].
قال مالك في الذي يصلى لنفسه فنسى تكبيرة الافتتاح: «إنه يستأنف صلاته».
وقال مالك في إمام ينسى تكبيرة الافتتاح حتى يفرغ من صلاته، قال: «أرى أن يعيد ويعيد من خلفه الصلاة، وإن كان من خلفه قد كبروا فإنهم يعيدون».
باب القراءة في المغرب والعشاء
24 - وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: [1]]، فقالت له: يا بني! لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في المغرب [2].
25 - وحدثني عن مالك، عن أبي عبيد (مولى سليمان بن عبد الملك)، عن عبادة ابن نسي، عن قيس بن الحارث، عن أبي عبد الله الصنابحي، قال: قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق، فصليت وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة [1] لا تنعقد صلاته. فإذا ما ذكر إلا بعد الصلاة يعيد. [2] يدل على شرعية قراءة الطوال في المغرب في بعض الأحيان، كما قرأ الأعراف، وكان يقرأ بها بقصار المفصل.
سئل الشيخ -رحمة الله تعالى-: هل قرأ بقصار المفصل في المغرب؟
فقال: نعم، وعندك «بلوغ المرام»، رواه النسائي بإسناد صحيح.