والمعتكف والمعتكفة: يدهنان، ويتطيبان، ويأخذ كل واحد منهما من شعره، ولا يشهدان الجنائز، ولا يصليان عليها، ولا يعودان المريض. فأمرهما في النكاح مختلف، وذلك الماضي من السنة في نكاح المحرم والمعتكف والصائم.
باب ما جاء في ليلة القدر
11 - وحدثني زياد، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر» [1].
15 - وحدثني زياد، عن مالك: أنه سمع من يثق به أهل العلم يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر [2]. [1] قد تقع في الأشفاع؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «في سابعة تبقي، في تاسعة تبقى»، وفي الأوتار أحرى. [2] وهذا فيه نظر؛ وقد جاء في حديث أبي ذر - رضي الله عنه - ما يدل على أنها ليست خاصة بهذه الأمة.
أراد شيخنا ما أخرجه أحمد (5/ 171) واب نخزيمة [2170] والطحاوي في «شرح المعاني» (3/ 85) والحاكم (1/ 437)، (2/ 530 - 531) والبيهقي (4/ 307) من طرق عن عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل الحنفي، حدثني مالك بن مرثد بن عبد الله الزماني، حدثني أبي مرثد قال: سألت أبا ذر قلت: كنت سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها! قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني عن ليلة القدر، أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال: «بل هي في رمضان» قال: قلت: تكون مع أنبياء ما كانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة، قال «بل هي إلى يوم القيامة ...» الحديث.
وهذا إسناد ضعيف: مرثد بن عبد الله قال العقيلي لا يتابع على حديثه، وقال الذهبي في «الميزان»: فيه جهالة وفي لفظه بتمامه نكارة، وله إسناد آخر من طريق الأوزاعي عن مرثد بن أبي مرثد عن أبيه عن أبي ذر، ولم يقم الأوزاعي إسناده، ولم يحفظه، انظر: «التمهيد» (2/ 213) والخلاصة: أن الخبر ضعيف والظاهر اختصاص الأمة المحمدية بها.