فقال زيد: حسن، ولأن أقرأه في نصف أو عشر أحب إلى، وسلني لم ذاك؟ قال: فإني أسألك، قال زيد: لكي أتدبره وأقف عليه [1].
باب ما جاء في القرآن
5 - حدثني يحيى، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه: قال سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لبيته بردائه فجئت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرسله»، ثم قال: «اقرأ يا هشام»، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هكذا أنزلت»، ثم قال لي: «اقرأ»، فقرأتها فقال: «هكذا أنزلت؛ إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف [2]، فاقرءوا ما تيسر منه».
7 - وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن الحارث بن هشام سأل رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس -وهو أشده علي- فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول»، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا [3]. [1] يعني: عدم العجلة، أقرأه في نصف، أو في سبع. [2] يعني: إن الله غفور رحيم، غفور حليم، ثم جمعهم عثمان على قراءة واحدة.
- الأحرف السبعة غير منسوخة، وجمع عثمان ليس نسخًا لها، وإنما اجتماعهم على حرف واحد. [3] {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5]، ويكون من غير واسطة، كما كان مع موسى، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - في المعراج.