responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 308
(أوحى الله تعالى إلى داود) - عليه السلام - (ما من عبد يعتصم) يستمسك ويثق بي (دون خلقي) أي متجاوز الاعتصام بهم (أعرف ذلك من نيته) أي أعلم أن باطنه كظاهره في الانقطاع إلي والتمسك بي. (فتكيده) كاده يكيده خدعه ومكر به. (السماوات بمن فيها) من الخلائق بأن يجعل لنفس السماوات قدره ولما كان العالم العلوي أشد وأقوى وأكثر من العالم السفلي اقتصر عليه ليعلم أن العالم السفلي بالأولى وأنه لا يضره من كاده. (إلا جعلت له من بين ذلك مخرجًا) ونجاة ومن نظر في حال الرسل في أوائل أمرهم مع قومهم علم هذا يقينًا (وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته) وأنه يفرد المخلوق بالاعتصام به عن خالقه. (إلا قطعت أسباب السماء بين يديه) أي حجبت ومنعت عنه الجهات والنواحي التي يتوصل بها إلى الاستعلاء والسمو وقيل المطالب وبلوغ المآرب، قال في الصحاح [1]: السبب كل شيء يتوصل به إلى غيره وأسباب السماء من نواحيها، وقال جار الله: الأسباب: الوصل فالمراد بالسماء السمو والعلو والمراد به يخفضه تعالى ولا يجعل له سببًا إلى علوه في أمر من الأمور ويحتمل أن يراد بها السماء المظلة وأسبابها طرقها أي لم يتوله في طريق خير بالله من السماء ولا يصعد له من الأرض. (وأرسخت) بالراء فمهملة فمعجمة من الرسوخ الثبوت. (الهوى من تحت قدميه) بضم الهاء وكسر الواو وهو السقوط من أعلى إلى أسفل أي أثبت السقوط والانخفاض له فلا يزال هاويًا منخفضًا هابطًا عن منازل العز والشرف متباعدًا عن مولاه الذي عزه وشرفه في الاتصال به وهو يلاقي المعنى الأول في الأول ويحتمل أنه بفتح الهاء مقصورًا هوى النفس وميلها وانحرافها إلى كل مذموم والمعنى أثبت الهوى في نفسه فلا يتبع

[1] انظر: الصحاح للجوهري (1/ 299).
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست