نام کتاب : السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية نویسنده : الرافعي ، مصطفى صادق جلد : 1 صفحه : 76
كأنه حاسة من النور كُبَّت في شعورها، وتلك النفس الفاجرة بإحساسها الغليظ، كأنه حاسة من التراب ....
ويكاد المؤمن الذي يسمع هذا الوصف يذكِّره ذنوبه، أن يحس بحركة جبل يهمُّ أن ينقلع فيميل عليه، أما الفاجر فيسمعه يذكّره ذنوبه فإذا هي في خياله نقط سود تمر مرور الذباب، ليس منه إلا الحس به، كما يحس من يضرب على أنفه برجل ذبابة، وجعل الذباب يمر على أنفه دون عينه أو فمه، وذلك منتهى الجمال في التصوير؛ لأن الذباب إذا وقع على الفم أو العين ثبت وألح، فإذا وقع على قصبة الأنف لم يكد يقف ومر مروره.
الكون في نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - آية الحكمة لا آية الفن، ومنظر المستيقن لا منظر المتخيِّل، ومادة العبودية لله لا مادة التأله للإنسان، وبذلك حَرَّم الإسلام أشياء وكره أشياء لا يكون الفن بغيرها فنًا، في ضروب من الشعر
نام کتاب : السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية نویسنده : الرافعي ، مصطفى صادق جلد : 1 صفحه : 76