الفصل السابع (*)
في وصف العلماء له
من أولى ما نذكر في هذا الفصل -مُقَدَّمًا في أوله- تأويل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"لا تسبوا قريشًا فإن عالمها يملأ الأرض علمًا" [1] والحديث قد [أخرجه] [2] ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا قريشًا فإن عالمها يملأ الأرض علمًا، اللهم إنك أذقت أولها عذابًا -أو وبالاً- فأذق آخرها نكالاً" وقد [أخرج] [2] أبو هريرة نحو دلك.
قال الإمام أبو نعيم: عبد الملك بن محمد [3]: في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "فإن عالمها يملأ الأرض علمًا" علامة بينة للمميز المنصف أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد كثر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف واستظهروا أقواله، وهذه صفة لا نعلمها أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من علماء قريش من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وإن كان علمه قد ظهر وانتشر فإنه لم يبلغ مبْلغًا يقع تأويل هذه الرواية عليه إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع ومسألات وليس في كل بلد من بلاد الإسلام مدرس، وَمُفْتٍ، ومصنف يصنف على مذهب قريش إلا على مذهبه، [1] حديث ضعيف جدَّا، وقد خَرَّجَ العلامة الألباني -رحمه اللَّه- الحديث في الضعيفة (398) وقالا: ضعيف جدًّا. [2] كذا بالأصل، وهو إطلاق على خلاف الجادة. [3] هو الإمام الحافظ الثقة عبد الملك بن محمد بن عدي الجُرجاني الفقيه الشافعي. وراجع ترجمته من السير (14/ 541).
(*) قال معد الكتاب للشاملة: كذا في المطبوعة، ولعل صوابها: "الفصل السادس"، والله أعلم.