الفرع الأول: في تحويل القبلة
أخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذا أتاهم آت فقال: "إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أُمِر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوه الناس إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة".
وفي رواية أخرى له بهذا الإسناد واللفظ، وفيها: "إذا جاءهم آت" وفيها "وكانت وجوههم إلى الشام".
أخرج الشافعي الرواية الأولى في كتاب "استقبال القبلة" [1]، وأخرج الرواية الثانية في كتاب "الرسالة" [2] مستدلًّا على جواز قبول خبر الواحد، وسنذكر كلامه في ذلك، ومذهبه. والحديث في نفسه صحيح متفق عليه، أخرجه الجماعة إلا أبا داود.
فأما مالك [3]: فأخرجه إسنادًا ولفظًا.
وأما البخاري [4]: فأخرجه عن عبد اللَّه بن يوسف، عن مالك. [1] الأم (1/ 94). [2] الرسالة (1113) وأيضًا في (365). [3] الموطأ (1/ 173 - 174 رقم 6). [4] البخاري (403).