هذا حديث صحيح [1]، أخرجه أبو داود [2]، والترمذي [3].
فأما أبو داود: فأخرجه عن أحمد بن حنبل، عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين" وفي أخرى: عن الحسن بن علي، عن ابن نمير، عن الأعمش، [1] هو حديث مختلف فيه صححه بعض أهل العلم وأعله آخرون.
قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 207):
قال أحمد: ليس لحديث الأعمش أصل، وقال ابن المديني: لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه، إنما سمعه من الأعمش، ولم يسمعه الأعمش من أبي صالح بيقين، لأنه يقول فيه: نبئت عن أبي صالح، وكذا قال البيهقي في "المعرفة"، وقال الدارقطني في "العلل": رواه سليمان بن بلال وروح بن القاسم ومحمد بن جعفر وغيرهم عن سهيل، عن الأعمش قال: وقال أبو بدر عن الأعمش: حُدِّثت عن أبي صالح، وقال ابن فضيل: عنه، عن رجل، عن أبي صالح، وقال عباس، عن ابن معين، قال الثوري: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح، ورجح العقيلي والدارقطني طريق أبي صالح عن طريق أبي هريرة، على طريق أبي صالح، عن عائشة كما نقل الترمذي، عن أبي زرعة، وصححهما ابن حبان جميعًا اهـ.
وقد دافع الشيخ الألباني -رحمه اللَّه- عن هذا الحديث وذهب إلى تقويته ودفع هذه العلل وقال في آخر مبحثه من الإرواء (1/ 234).
فهذه طرق أربعة عن أبي صالح مهما قيل فيه، فإن مما لا ريب فيه أن مجموعها يحمل المُنْصِفَ على القطع بصحة الحديث عن أبي هريرة، فكيف إذا انضم إليه الشواهد الآتية ...... ثم ذكرها. [2] أبو داود (517، 518). [3] الترمذي (207).
وقال: حديث أبي هريرة رواه سفيان الثوري وحفص بن غياث وغير واحد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .........
وروى أسباط بن محمد، عن الأعمش قال: حُدِّثْتُ عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وروى نافع بن سليمان، عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح، عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة. وسمعت محمدًا يقول: حديث أبي صالح، عن عائشة أصح. وذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا. أهـ.