الشافعي أنه شقيق رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في نسبه وشريكه في حسبه، لم ينل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - طهارة في مولده وفضيلة في آبائه إلا وهو قسيمه فيها إلى أن افترقا في عبد مناف، فزوَّج المطلب ابنه هاشمًا الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، فكان يقال له: المحض لا قذًي فيه.
والشافعي كما أنه ابن عم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - والشفا بنت هاشم بن عبد مناف -أخت عبْد المطلب- عمة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ولما فتح رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - خيبر قسم سهم ذوي القربي بين بني هاشم وبني عبد المطلب فجاء عثمان بن عفان وجبير بن مطعم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول اللَّه! هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم لِمكانك الذي جعلك اللَّه -عز وجل- منهم؛ أرأيت إخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا؛ وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة. فقال: "إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام، إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد، وشبَّك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه إحداهما بالأخرى ([1]) ".
ولما تعاقدت قريش علي بني هاشم أن لا يبايعوهم ولايناكحوهم ولا يكلموهم، فلم يدخل الشِّعب مع بني هاشم أحد من إخوتهم إلا بنو المطلب حسب مسلمهم ومشركهم [2].
... [1] أخرجه الشافعي في مسنده (2/ 125) بترتيب السندي، ويأتي تخريجه -إن شاء اللَّه- عما قريب
في موضعه. [2] انظر البداية والنهاية لابن كثير (3/ 132).