وقد ضَعَّفَ الجَلْدَ بن أيوب جَمَاعَةٌ من العلماء منهم: حماد بن زيد، وابن عيينة، وابن المبارك، وأبو عاصم، وسليمان بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وغيرهم [1].
"القَرْء": جمع قروء بفتح القاف -وهو الطهر عند الشافعي، والحيض عند أبي حنيفة، وهو من الأضداد.
وقوله: "ثلاث أربع حتى انتهى إلى عشر"، أي ثلاث، أربع، خمس، ست سبع، ثمان تسع، عشر، وذلك أنه يريد أن أقل الحيض ثلاثة أيام وأكثره عشرة.
والذي ذهب إليه الشافعي: أن أقل الحيض يوم وليلة، هذا هو المشهور، وبه قال أحمد، وأبو ثور.
وقيل عنه: إنه يوم، وبه قال داود.
وقال أبو حنيفة والثوري: ثلاثة أيام.
وقال أبو يوسف: يومان، وأكثر الثالث.
وقال مالك: ليس لقلته حد، فيجوز أن يكون ساعة. [1] وقال البيهقي في المعرفة (1/ 169 - 170):
والذي قاله الشافعي وحكاه عن ابن علية في تضعيف الجلد بن أيوب موافق لكلام غيره من حفاظ الحديث.
وروينا عن حماد بن زيد: أنه كان يضعفه ويقول: لم يكن يعقل الحديث، وقال حماد: ذهبت أنا وجرير بن حازم إلى الجلد بن أيوب فحدثنا بحديث معاوية بن قرة عن أنس في الحائض فذهبنا نوقفه، فإذا هو لا يفصل بين الحائض والمستحاضة،
وروي من أوجه أخر ضعيفة عن أنس مرفوعًا وموقوفًا، وليس له عن أنس بن مالك أصل، إلا من جهة الجلد بن أيوب، ومنه سرقه هؤلاء الضعفاء: اهـ.
وذكره الذهبي في الميزان (1547):
وقال: ضعفه ابن راهويه، وقال الدارقطني: متروك.
وقال أحمد بن حنبل: ضعيف ليس يسوى حديثه شيئًا.