الفرع الخامس
في لمس الذكر والفرج
أخبرنا الشافعي، أخبرنا مالك، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، أنه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم وتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ الوضوءُ، فقال عروة: ما علمت ذلك، فقال مروان:
أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا مس أحدُكُم ذَكَره فليتوضأ".
هذا حديث صحيح [1]، أخرجه مالك في الموطأ [2]، وأبو داود [3]، والترمذي [4]، والنسائي [5]. [1] قال الحافظ في التلخيص (1/ 122): وصححه الترمذي، ونقل عن البخاري أنه أصح شيء في الباب وقال أبو داود، وقلت لأحمد: حديث بسرة ليس بصحيح؟ قال: بل هو صحيح، وقال الدارقطني، صحيح ثابت، وصححه أيضًا يحيى بن معين، فيما حكاه ابن عبد البر وأبو حامد بن الشرقي والبيهقي والحازمي، وقال البيهقي: هذا الحديث -وإن لم يخرجه الشيخان لاختلاف وقع في سماع عروة منها أو من مروان- فقد احتجا بجميع رواته؛ واحتج البخاري بمروان بن الحكم في عدة أحاديث فهو على شرط البخاري بكل حال؛ وقال الإسماعيلي في "صحيحه"؛ في أواخر تفسير سورة آل عمران: إنه يلزم البخاري إخراجه؛ فقد أخرج نظيره؛ وغاية ما يعلل به هذا الحديث أنه من رواية عروة عن مروان؛ عن بسرة، وأن رواية من رواه عن عروة عن بسرة منقطعة، فإن مروان حدث به عروة، فاستراب عروة بذلك، فأرسل مروان رجلًا من حرسه إلى بسرة، فعاد إليه بأنها ذكرت ذلك، فرواية من رواه عن عروة عن بسرة منقطعة، والواسطة بينه وبينها، إما مروان وهو مطعون في عدالته، أو حرسه وهو مجهول، وقد جزم ابن خزيمة وغير واحد من الأئمة، بأن عروة سمعه من بسرة، وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبان، قال عروة: فذهبت إلى بسرة فسألتها، فصدقته، واستدل على ذلك برواية جماعة من الأئمة له، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، قال عروة: ثم لقيت بسرة فصدقته، وبمعنى هذا أجاب الدارقطني وابن حبان أهـ. [2] الموطأ (1/ 63 - 64 رقم 58) [3] أبو داود (181). [4] الترمذي (82) وقال: حسن صحيح. [5] النسائي (1/ 100 - 101).