الكتاب كما أراده مصنفه من إصلاح غلط، ودفع وهم، ورفع مشكل، وتوضيح مبهم، وتصحيح خطأ، وتكميل نقص، وإزالة عثرة، فإن الجواد يعثر.
تقسيم العمل.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" [1] وما أكثر المتشبعين في زماننا ممن يدعون أنهم خرجوا وحققوا وضبطوا وعلقوا ونفخوا ..... ، ...... ، .......... ، ........ ولم يخطّ كلمة في الكتاب.
فهو كما قالوا:
من تحلَّى بغير ما هو فيه ... فضحته شواهد الامتحان
وجرى في العلوم جرى سُكَيْت [2] ... خلَّفته الجياد يوم الرهان
وقد ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبد اللَّه أبو زيد هذه المحنة التي طلَّت على الأمة في كتابه "الرقابة على التراث" وبيَّن وجوه العبث التي هبَّت على التراث فقال: ومنها أن يرسم على طره الكتاب حققه فلان وما رآه قط وأخص من هذا: نسبة الكتاب إلى غير مؤلفه للترويج تارة، ولإفساد الأحكام والعقائد تارة أخرى ... ، وتسول العلم وحقيقته عمل المتشبع بما لم يعط: باستئجار المملقين لتحقيق التراث، وإخراجه بتحقيق مستأجر، ولم يخُط قلمه حرفًا, ولم يشرف على أصل ولا حاشية، فرحم اللَّه أهل الحياء. أهـ.
أقول: فمن الواجب والأمانة أن يعطى كل ذي حق حقه، ومن لا يشكر الناس لا يشكر اللَّه. [1] أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما عن عائشة رضي اللَّه، عنها وهو في صحيح الجامع (6675). [2] هو أخر خيل الحلَبة.