نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 644
في أذناب غنم المشرق فإنها هي المقصودة من الحيوان؛ إذ سمن الغنم كلها، في تلك البلاد، في أذنابها, ولذتها في تلك الشحوم حتى ترى الشاة لا تستطيع المشي لعظم ذنبها. فبهذا المعنى راعى العلماء الذنب وتكلَّموا عليه، فأما بلادنا فلو عدم الذنب كله ما أثَّر إلا في الجمال خاصة. ووقع في الموطأ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ (أَنَّهُ كَانَ يَتَّقِي فِي الضَّحَايَا وَالْبُدُنِ الَّتي لَمْ تُسنّ) [1]. وفي التأويلات أصحها ما لم تبلغ السن الذي يجزىء في الأضحية، وذلك الجذع من الضأن وهو ما دخل في السنة الثانية، والثني من المعز وهو ما دخل في السنة الثالثة لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، لأبي بردة: "تُجْزِيكَ وَلَا تُجْزِي لِأحَدٍ مِنْ بَعْدِكَ" [2]. وجاء في الحديث أنه ضحَّى [3] بعتود، وولد الغنم ساعة ما يولد سخلة ثم يقوى فيكون بهيمة ثم يزداد فيكون جفراً ثم يستقل فيكون عتوداً.
وقت الأضحية:
من أعجب ما ورد في ذلك قول (ش): إنه يجوز الذبح قبل صلاة الإِمام [4] مع أن النصّ في ذلك من كل طريق وعند كل فريق ولو لم يكن إلا حديث أبي بردة ابن نيار قال له النبي, - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذبح قبل الصلاة: "تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ" وأمره أن يعيد، وكذلك القديم [5] ابن أشقر، والأمر أقوى من ذلك وأشهر. فأما ما عدا اليوم الأول فإن العلماء اختلفوا في ذلك [1] الموطأ 2/ 482 مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ كَانَ (يَتَّقِي مِنَ الضَّحَايَا وَالْبُدُنِ الَّتِي لَمْ تُسِنّ).
درجة الأثر: صحيح. [2] متفق عليه. البخاري في العيد باب التكبير للعيد 2/ 24، وفي باب سنة العيدين لأهل الإِسلام 2/ 20، وفي باب الأكل يوم النحر 2/ 21، وفي باب الخطبة بعد العيد 2/ 23 وغير ذلك، ومسلم في الأضاحي باب وقتها 2/ 1552 - 1554 بعدة روايات عن البراء بن عازب. [3] متفق عليه. البخاري في الشركة باب قسمة الغنم والعدل فيها 3/ 184، وفي الأضاحي باب أضحية النبي، - صلى الله عليه وسلم -، بكبشين أقرنين 7/ 131، ومسلم في الأضاحي باب سن الأضحية 3/ 1556 كلاهما من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيّ، - صلى الله عليه وسلم -، أَعْطَاهُ غَنَماً يُقْسِمُهَا عَلَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا فَبَقِيَ عَتود فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ضَحِّ أَنْتَ بِهِ. [4] انظر المجموع للنووي 8/ 389. [5] في (ك) و (م) و (ص): تقويم من اشقر، والعبارة غير واضحة لدي ولم أجد في الصحابة من يقارب هذا إلا قرة بن اشتر الجذامي ثم الضبابي الغفاري. ذكره ابن إسحاق فيمن كان مع زيد بن حارثة في غزوة =
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 644