responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 387
فيه، ولم يخرج إليه، ولكن الذي يصحُّ أن يقال إن شاء خرج، كما فعل النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فهي سنّة، وإن شاء دعا أيضًا في موضعه فهي سنّة.
حديث: روى زيد بن خالد الجهني (عَنِ النَّبِيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ أَصْبحَ مِنْ عِبَادي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ) [1]. إنما بوَّب مالك، رضي الله عنه، فقال الاستمطار بالنجوم [2]، وأدخل هذا الحديث في أبواب الاستسقاء لوجهين:
أحدهما: أن العرب كانت تنتظر السقيا في الأنواء فقطع النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذه العلاقة بين القلوب وبين الكواكب.
الثاني: أن الناس أصابهم القحط في زمن عمر، رضي الله عنه، فقال عمر للعباس: (كَمْ يُسْقَى لِنَوْءِ الثُّرَيَّا فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: زَعَمُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا تَعْتَرِض في الأُفُقِ سَبْعًا فَمَا مَرَّتْ حَتَّى نَزَلَ المَطَرُ) [3]، فانظر إلى عمر والعباس وقد ذكروا الثريا ونؤها وتوكّفوا [4] ذلك في وقتها، وقد بيَّنَّا معنى هذا الحديث في شرح الصحيح على الاستسقاء والذي تفتقرون إليه الآن أنّ من انتظر المطر من الأنواء على أنها فاعلة له من دون الله فهر كافر، ومن اعتقد أنها فاعلة لكن بما جعل الله فيها فهو أيضاً كافر؛ لأنه لا يصح أن يكون الخلق والأمر إلا لله كما قال تعالى {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [5] ومن انتظرها وتوكَّف المطر

[1] متفق عليه. البخاري في صلاة الاستسقاء باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة/82] 2/ 41، وفي كتاب الأذان باب يستقبل الإِمام الناس إذا سلَّم 1/ 214، ومسلم في الإِيمان باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء 1/ 83 - 84، ومالك في الموطأ 1/ 192، وأحمد. انظر الفتح الرباني 6/ 252، وتحام الحديث (فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ فذَلِكَ مُؤْمن بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأمَّا منْ قَالَ بِنَوْء كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِر بِي مُؤْمِن بِالْكَوْكَبِ).
[2] الموطّأ 1/ 192.
[3] هذا الأثر ورد عن سعيد بن المسيب قال: أخبرني من سمع عمر بن الخطاب وهو يستسقي فلما استسقى التفت إلى العباس .. رواه ابن جرير في تفسيره 27/ 208 وأورده ابن كثير في تفسيره 6/ 538 وقال: هذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر لا أن ذلك النوء مؤثر بنفسه في نزول المطر فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده. وأورده القرطبي في تفسيره أيضًا 17/ 230، وأورده صاحب كنز العمال وعزاه لسفيان بن عيينة في جامعه ولابن جرير. كنز العمال 8/ 433.
درجة الأثر: ضعيف لجهالة الواسطة بين سعيد وعمر.
[4] قال في ترتيب القاموس 4/ 653 توكف لهم: يتعدهم وينظر في أمورهم والخير ينتظر وكفه ولفلان يتعرض له حتى يلقاه.
[5] سورة الأعراف آية 54.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست