نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 383
إلى بطن الحوت، وقد قال [1] تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)} [2].
وقد قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إِنْ كُنْتَ دَخَلْتَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصفْهُ لَنَا: فَكَرْبتُ كَرْبَةً مَا كَربْتُ مِثْلَها قَطُّ فَجَلَّى الله لِيَ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَنْدَ دَارِ أبِي جَهمٍ بِالْبَلاَطِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرهُمْ عَنْ آيَاتِهِ) [3].
فإن قيل: وكيف تكون الجنة والنار في عرض الحائط؟
قلنا: حضرات يومًا مجلسًا جري فيه هذا السؤال فقال بعض الأشياخ: صقل الله تعالى له الحائط ثم كشف له الحجب فتمثلت له الجنة والنار في ذلك الجرم الصقيل، وهذا تقصير عظيم، وذلك إن كان جائزًا في حكم الله تعالى، وهو دون قدرته، ولكن لا تدعو الحاجة إليه وإنما يعدل عن الظواهر إذا خالف أدلة العقول.
وقوله: في عرض الحائط متعلق بقوله رأيت، كما قال: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [4].
فقيل قوله: في عين حمئة متعلق بوجدها: لا بتغرب والقول الأول صحيح.
وأما الثاني فجوز أن يكون قوله: في عين حمئة متعلقًا بتغرب كما تقول غربت الشمس في البحر وذلك مجاز ما رأته العين وغاية ما أدركه البصر.
وقوله (تَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا فَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَت الدنيا) وإنما ذلك لأن طعام الجنة مخصوص بصفتين:
أحدهما: عدم التغيير والاستحالة.
والثانية. عدم الانقطاع بدوام البقاء كلما قطعت منه حبة نشأت مائة كطعام البركة ([5])، [1] في (م) الله تعالى. [2] سورة الانعام آية 75. [3] متفق عليه البخاري في تفسير سورة الإسراء 6/ 104، ومسلم في كتاب الإيمان باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال1/ 156 كلاهما من حديث جابر بن عبد الله. [4] سورة الكهف آية 86. [5] لعله يشير إلى قصة بركة طعام أبي بكر وهي كما رواها ابه عبد الرحمن قال: (إن أصحَابَ الصُّفَّةِ كَانوا أَنَاسًا فُقَرَاءَ وأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال منْ كان عنْدَهُ طعَامُ اثْنَيْن فلْيذْهب بثالِثٍ وإنْ أَرْبَعٍ فَخَامِسٍ أو سادِسٍ وَأنَّ أَبَا بَكْر جاء بثلاثةٍ فَانطَلَق النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، بعَشَرَة .. وَأَنَّ أبَا بَكْرٍ تعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ لَبثِ حَيْثُ صُلِّيَتِ الْعشاءُ .. فجاءَ بَعْدَما مَضى من اللَّيْل ماشاءَ الله فَقالَت امْرأتهُ وَما حَبَسَك عَنْ أضْيَافِكَ، أَوْ قَالَتْ ضَيْفِكَ، =
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 383