نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 377
وروي أيضاً عن جابر مثله (إلا أنه قال فيه أنه: لَمَّا سَجَدَتِ الطَّائفَةُ الأوْلَى معَهُ جَاءَتِ الطَّائفَةُ الأُخْرَى وَسَجَدَتْ أَيْضًا ثُمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا ثُمَّ رَكَعَ بِالطَّائفَة الأوْلَى الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ جَاءَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَسَجَدَتُ ثُمَ سَلَّمُوا جَمِيعًا) [1].
ومنها ما روى مسلم عن جابر أن النبي، - صلى الله عليه وسلم - (صَلَّى بِكُلِّ طَائِفةٍ [2] رَكْعَتَيْنِ) [3].
وروى أبو داود عن حذيفة أن النبي، - صلى الله عليه وسلم - (صَلَّى بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةً رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ وَلَمْ يَقْضُوا) [4].
ثم تحزب الناس فيما روي من الأخبار في صلاة الخوف، فمنهم من قال صلاة الخوف مخصوصة بالنبي، - صلى الله عليه وسلم - لقوله تعالى {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [5] قاله أبو يوسف [6].
قلنا: لم يذكر قول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فيهم على أنه شرط إنما ذكر على أنها صفة حال، والدليل عليه أنّ في يوم الخندق فاته الظهر والعصر فلم يصليهما حتى غابت الشمس.
ومنهم من قال: المعمول به من هذه الأخبار ما وافق القرآن وذلك في قوله تعالى
= رواية سالم عن أبيه، ورواه عبيد الله بن عمر عن نافع ابن عمر مرفوعًا كله بغير شك. أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد. شرح الزرقاني 2/ 372. [1] متفق عليه. البخاري في المغازي باب غزوة ذات الرقح 5/ 147، ومسلم في صلاة المسافرين باب صلاة الخوف 1/ 576، والنسائي 3/ 175، وابن خزيمة 2/ 295. [2] مسلم كتاب المسافرين باب صلاة الخوف 1/ 576. [3] في (ك) و (م) فصارت للنبي، - صلى الله عليه وسلم -، أربع ركعات ولكل طائفة ركعتان. [4] أبو داود 2/ 38، والنسائي 3/ 168، والحاكم 1/ 335 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي ورواه أحمد. انظر الفتح الرباني 7/ 6، والبيهقي في السنن 3/ 261 - 262، والطحاوي في معاني الآثار 1/ 310، وقال فيه صاحب عون المعبود محمد شمس الحق أبادي: رجال إسناده رجال الصحيح عون المعبود 4/ 123.
درجة الحديث: صحّحه الحاكم والذهبي وصاحب عون المعبود وعبد القادر الأرناؤوطي في تعليقه على جامع الأصول 5/ 744 ونقل السيوطي عن الإِمام أحمد قوله: أحاديث صلاة الخوف صحاح كلها. شرح السيوطي للنسائي 3/ 168. [5] سورة النساء آية 102. [6] انظر شرح فتح القدير لابن الهمام 1/ 443، والبناية على شرح الهداية 2/ 932، فقد قال العيني وأجاب الجمهور في الرد عليه بما فعله الصحابة، رضي الله عنهم، بعده عليه السلام وأن سببها الخوف وهو يتحقق بعده كما في حياته.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 377