نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 155
أحدهما: أنهم يبعدون في حال ويقربون بعد المغفرة في آخر هذا إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في العقائد.
وقيل هم المنافقون [1] وكانوا يظهرون الإيمان ويسرّون الكفرَ فيؤتى كل واحد منهم نوراً حتى يظن [2] أنه على شيء ثم يكشف له الغطاء.
حديث عثمان: روي أنه قال فيه لولا أنه [3] بالنون، وروي لولا آية بالياء، وهو الصحيح، وروى مسلم عن عروة أنه قال. لَوْلَا آيَةٌ في كِتَابِ الله مَا حَدَّثْتُكْمُوهُ [4]، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [5] الآية.
وحديث أبي هريرة في خروج الخطايا باستعمال الوضوء [6] في الأعضاء يعني من الذنوب الصغائر دون الكبائر، لقوله في الحديث الصحيح "الصَّلَوَاتُ الخمس وَالجُمُعَة إلى الجُمُعَةِ كَفارَة لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ ([7]) " وتتكفر الكبائِر بالموازنة، وأما نبع الماء [1] ليس في "م". [2] في "م" يظنون وما في الأصل أحسن. [3] قال الباجي: هكذا رواه يحيى بن يحيى ويحيى بن بكير وروى أبو مصعب لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ثم ذكر مالك ما اعتقد أنه يريد بذلك فقال أراه يريد هذه الآية {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وعلى هذا التأويل يصح رواية يحيى بن يحيى ورواية ابن بكير فيكون معنى قوله: لولا أنه في كتاب الله لولا أن معنى ما أورده عليكم في كتاب الله ما أخبرتكم به ويكون معنى قول أبي مصعب: لولا آية في كتاب الله تتضمن معنى هذا الحديث لما أخبرتكم به كيلا تتكلوا .. وقال: وروى عروة بن الزبير أنه قال يريد قوله تعال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} فعلى هذا التأويل لا تصح روايته، وإنما يجب أن تكون الرواية الصحيحة ما روى أبو مصعب ومن تابعه. المنتقى: 1/ 71، وقال ابن حجر: إن رواية النون تصحيف. فتح الباري: 1/ 261، وهنا يتضح أن ما صححه المؤلف هو الصحيح. والله أعلم. [4] مسلم في كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه: 1/ 206، عن طريق ابن شهاب قال: ولكن عروة يحدث عن حمران أنه قال فلما توضأ عثمان قال: والله لأحدثكم حديثاً والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه .. قال عروة الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى}. [5] سورة البقرة آية 159. [6] مسلم في كتاب الطهارة، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء: 1/ 215، والموطّأ: 1/ 32، وشرح السنة 1/ 322، كلهم عن أبي هرَيْرَةَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ أو الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنِهِ مَعِ المَاء فَإِنْ غسَلَ يدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ المَاءِ .. ". [7] مسلم في الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن: 1/ 209، والترمذي:
1/ 418، وأحمد. انظر الفتح الرباني: 2/ 198، كلهم عن أبي هرَيْرَة.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 155