نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 1153
قتلها معرض للإذاية إذ يتصوَّر الشيطان في صورها لأنّ الله تعالى يسَّر للملك في شرفه وللشيطان في خساسته أن يتشكلا في أي صورة شاءا كما يسَّر لنا أن نتصرف في أي جهةٍ شئنا بالحركاتِ خلا العلو والسفل، فإن الله تعالى أبقاهما تعجيزًا، والبارئ تعالى مكن الشيطان من الكبائر وقبضه عن الصغائر، وقد بينا ذلك فيما سبقَ فتراه يتولج في أضيق المسالك فإذا أغلق الباب لم يقدر أن يتجاوزه وسلط علينا في الوسواس، ومنع فينا من الأفعالَ لطفًا منه تعالى بنا ورفقاً ووعدًا سبق منه حقًا حين قال: {ولآمرِنهم} [1]، ولم يقل ولأفعلنَّ بهم وقد بين ذلك في قوله تعالى: {وما كان لي عليكم من سلطان ...} [2] الآية إلَّا أنه إذا كانت الإذاية [3] من الآدميين لهم، ربما مكنوا من الانتقام ورُبما قصروا فهذه الخشية التي توجب التوقف، وتبقي مدة الأعذار بالإقرار ثلاثة أيام كما في صحيح الحديث [4]، ؤاختلفَ هل ذلك خاص في المدينة أم عام في سائر البلدان، والصحيح أنه عام في سائر البلدان لوجهين.
أحدهما: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: (إن بالمدينة جِنَّاً أسلموا)، وقد أخبر أن بنصيبين جِنَّاً أسلموا [5] وكذلك كل بلدٍ فيه، والله أعلم (مثله) [6].
= في بيتك، فدخل فإذا هو بحية منطوية على فراشه فركز فيها رمحه ثم خرج بها فركزه في الدار فاضطربت الحية في رأس الرمح وخر الفتى ميتًا فما أدري أيهما كان أسرع موتًا الفتى أم الحية فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إن بالمدينة جنًا قد أسلموا ...)، ورواه مسلم (2236) في كتاب السلام، والبغوي في شرح السنة 12/ 193، وأبو داود (5257)، والترمذي (1484). [1] يقول تعالى: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} النساء الآية (119). [2] {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} سورة إبراهيم آية (22). [3] في م من جهة الآدميين. [4] في رواية أخرى عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بالمدينة نفرًا من الجن قد أسلموا فمن رأى شيئًا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثًا فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان) لفظ مسلم (2236) (141)، وأبوداود (5259). [5] روى البخاري ومسلم والترمذي من حديث ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجن ولا رآهم: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائقة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسل عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟، قيل: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: وما ذاك إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو. [6] كذا في جميع النسخ (مثله) ولا أرى لها فائدة.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 1153