responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري نویسنده : الكرماني، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 35
الأَكْرَمُ} فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت قد تقرر أن مثل ما أنا بقارئ يفيد الاختصاص. أقول مثل هذا التركيب لا يلزم أن يفيد الاختصاص بل قد يكون للتقوية والتوكيد أي لست بقارئ البتة وهو الظاهر هنا والمناسب للمقام وهو يستدعي أن يكون حكم المخاطب مشوبا بصواب وخطأ فيرد خطؤه إلى الصواب فأين هذا من جبريل. قلت أنه لما سمع منه اقرأ تصور أنه اعتقد أن حكمه ليس كحكم سائر الناس ي أن حصول القراءة والتمكن منها إنما هو بطريق التعليم والتعلم ومدارسة الكتب فرده بقوله: ما أنا بقارئ أي حكمي كحكم الناس من أن حصول القراءة إنما هو بالتعلم وعدمه بعدمه فلذلك أخذه وغطه مرارا ليخرجه من حكم سائر الناس وسيتفرغ منه البشرية ويفرغ فيه من الصفات الملكية فحينئذ يعلم معنى إقرأ ويخاطب بقوله: ففي المقروء أيضا إشارة إلى رد ما تصوره من أن القراءة إنما هي تيسر بطريق التعليم ففقط بل إنها كما تحصل من التعليم بواسطة المعلم فقد تحصل بتعليم الله بلا واسطة فقوله: (علم بالقلم) إشارة إلى العلم التعليمي. و (علم الإنسان ما لم يعلم) إشارة إلى العلم اللدني. قوله: (يرجف فؤاده) أي يخفق ويضطرب والرجفان شدة الحركة والفؤاد هو القلب وقيل إنه غير القلب وقيل باطن القلب وقيل غشاء القلب وسمي القلب قلبا لتقلبه وأما علم خديجة برجفان الفؤاد فالظاهر أنها رأته حقيقة ويجوز أنها لم تره وعلمته بالقرائن وصورة الحال أو أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (زملوني زملوني) هكذا هو الرواية أي مرتين والتزميل هوالتلفيف والتدثير. و (الروع) بفتح الراء الفزع (والخبر) أي الخبر المذكور من مجيء الملك والغط إلى آخره واللام في (لقد خشيت) جواب القسم المحذوف أي والله لقد خشيت وهو مقول قال وقال القاضي عياض ليس معناه الشك في أن ما أتاه من الله لكنه كأنه خشى أن لا يقوى على مقاومة هذا الأمر ولا يطيق حمل أعباء الوحي فتزهق نفسه لشدة ما لقيه أولا عند لقاء الملك أو يكون هذا أول ما رأى التباشير في النوم واليقظة وسمع الصوت قبل لقاء الملك وتحققه رسالة ربه فقد خاف أن يكون من الشيطان فأما بعد أن جاءه الملك بالرسالة فلا يجوز عليه الشك ولا يخشى تسلط الشيطان عليه. قال النووي

نام کتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري نویسنده : الكرماني، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست