نام کتاب : المسالك في شرح موطأ مالك نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 480
المسألة الثالثة ([1]):
قال [2]: وأفتى أبو عمر أحمد بن عبد الملك بن هشام [3] في رجلٍ شَكَاهُ جيرانُه أنّه يؤذِيهِم في المسجد بلسانه [4]، فقال: يُخْرَج عن المسجد وُيبعَد عنه [5]. ونزع بهذا الحديث. وقال [6]: أَذَاهُ أكثر من أذى الثُّوم، وهذا الحديث أصل في نفي كلِّ ما يُتَأذَّى يه [7].
المسألة الرابعة:
هل لآكل الثُّوم أنّ يتصرَّفَ في الأسواق أم لا؟
فقال مالكٌ: ما سمعتُ في آكِلِ الثُّومِ كراهيةً في دُخولِ السُّوقِ، وإنّما ذلك في المسجدِ. ذَكَرَهُ ابنُ أبي زَيد في "نوادره ([8]) ".
وقال: آكِلُ الثُّومِ لا أرى عليه جُمُعَة، ولا أرى أنّ يشهدَها في رِحَابِه [9]، ولا يجوزُ أنّ يدخلَ المسجدَ من أَكَلَهُ.
المسألة الخامسة ([10]):
وأمّا الرَّوائحُ الّتي تَقرُبُ من الثُّوم، كالبَصَل والكُرَّاث، فقال مالكٌ: هما كالثُّومِ، وإن كان الفُجلُ يُؤذِي فلا يدخلُ من أَكَلَهُ المسجدَ. [1] هذه المسألة مقتبسة من المصدر السابق، انظر التمهيد: 6/ 423. [2] القائل هنا هو ابن عبد البرّ، وعبارته في الاستذكار: "وقد شاهدت شيخنا أبا عمر ... ". [3] هو المعروف بابن الْمُكوي، (ت.411) يقول عنه ابن بشكوال في الصلة: 4/ 28 "كبير المفتين بقرطبة الّذي انتهت إليه رياضة العلم بها ... حافظًا للفقه ... عارفًا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه ... وجمع للحكم أمير المؤمنين كتابًا حافلًا في رأي مالك سماه: كتاب الاستيعاب، من مئة جزء". [4] زاد في الاستذكار والتمهيد: "وبيده". [5] تتمة الكلام كما في الاستذكار: "قلت [القائل هنا وابن عبد البرّ] له: وما هذا وقد كان في أدبه بالسّوط ما يردعه؟ فقال: الاقتداء بحديث النّبيّ أَوْلَى". [6] القائل هو أبو عمر بن المكوي فيما نقل عنه ابن عبد البرّ في التمهيد. [7] هذه العبارة الأخير من زيادات المؤلّف على نصِّ ابن عبد البرّ. [8] 1/ 535، ورواه العتبي في العتبية: 1/ 460. [9] ذكره الباجي في المنتقى: 1/ 32 وعزاه إلى ابن وهب في المبسوط. [10] هذه المسألة مقتبسة من المنتقي: 1/ 33.
نام کتاب : المسالك في شرح موطأ مالك نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 480