نام کتاب : المسالك في شرح موطأ مالك نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 412
قال الإمام الحافظ أبو عمر - رضي الله عنه [1] -: معناه عند أهل الفقه واللُّغة: أنّ الّذي يُصابُ بأهله ومَالِهِ يَجتَمِعُ عليه غَمَّانِ: غَمٌّ لذَهَابِ أهلِهِ ومَالِهِ، وغَمٌّ لما يُقَاسِي من طَلَبِ التَّرّة [2]، كأنّه يقول: الّذي تفوتُه صلاةُ العصرِ لو وُفِّقَ لِرُشْدِهِ وعرفَ قَدْرَ ما فاتَهُ من الفضلِ والخيرِ، كان كالّذي أُصيبَ بأهلِهِ ومالِهِ، وأنشدُوا في المعنى ([3]):
كَأنَّمَا الذِّئبُ إذْ يَعْدُو عَلَى غَنَمِي ... في الصُّبحِ طَالِبُ وِتْرٍ كانَ فاتَّأَرَا
قال علماؤنا [4]: هو أنّ تفوتَهُ صلاةُ العصرِ من غيرِ [1] عُذْرٍ حتْى تغربَ الشّمسُ، ولا يُدْرِكُ منها ركعةً قبلَ الغروبِ.
وأمّا من قال: إنّ ذلك أَنْ يؤخِّرَهَا حتّى تَصْفَرَّ الشّمسُ، فليسَ بشيءٍ.
والدّليلُ على ذلك: قولُه: "الّذِي تَفُوتُهُ" والفَوْتُ الذَّهابُ.
وقال علماؤنا من أهل الحديث [5]: قد يَحتَمِلُ أنّ يكونَ تخريجُ قولِه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث على جوابِ سائل سألَ، كأنّه قالَ: يا رسولَ الله، الّذي تفوتُه صلاة العصر؟ فقالَ رسولُ الله: هو كَمَن وُتِرَ أهلَهُ وَمَالَهُ، فإن كان هذا، فقد دخَلَ في معنى العصر [6]، والله أعلمُ.
واختَلَف العلماء [7] في معنى "الفَوْت"؟
فقال الأَصِيلِىُّ: هو الّذي تَغرُبُ الشّمسُ ولم يُدْرِك شيئًا، وهذا أشبه بالفَوْتِ. [1] في الاستذكار: 1/ 86 (ط. القاهرة) بنحوه. [2] أي الثأر. انظر التمهيد: 14/ 123، وشرح الزرقاني على الموطأ: 1/ 29. [3] أورده الجاحظ في الحيوان: 2/ 203، 277، وابن عبد البرّ في التمهيد: 14/ 124. [4] المرادْ وابن عبد البرّ في الاستذكار: 1/ 86 (ط. القاهرة). [5] المراد هو الإمام ابن عبد البرّ في المصدر السابق: 1/ 86 - 87 (ط. القاهرة). [6] الّذي في الاستذكار: (فيدخل في معنى العصر حينئذ الصُّبح والعشاء بطلوع الشّمس وطلوع الفجر". [7] أغلب هذه الأقوال مقتبسٌ من المنتقى: 1/ 21 - 22.
نام کتاب : المسالك في شرح موطأ مالك نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 412