"وتملّكا رُجار كلها وانقطعت كلمة الإِسلام منها ودولة الكلبيين" [4].
ولا يمكن أن يكون من مواليد المهدية لما ذكر عن ابن فرحون وعياض وغيرهما. ثم إنه ليس هناك ما يدل على أنه من مواليد إفريقية بل الذي يدل عليه كلام ابن فرحون وعياض وغيرهما أنه من مواليد مازر حيث قال: أصله من مازر ولو كان أبوه هو المهاجر لقال أصل أبيه من مازر. وكذلك لم يقل القاضى عياض وأستوطن أبوه المهدية، وهو أعرف الناس به للمعاصرة.
تخريجه: تخرج المازري بعلم من أعلام الفقه، وهو أبو الحسن علي بن محمد اللخمي دفين صفاقس المتوفي سنة (478) حسبما في "شجرة النور الزكية" وهو صاحب "التبصرة". وقد اشتهر بكثرة الاختيار فأكثر الأقوال في المذهب المالكي حتى قال بعض المتقدمين:
لَقَدْ هَتَكَتْ قَلْبِي سِهَامٌ جُفُونُهَا ... كَما هَتَكَ اللَّخْمِي مذْهَبَ مَالِكِ (5)
ولهذا بدأ به خليل حين ذكر الأربعة الذين خصهم بالتعييبن لكثرة تصرفهم بالاختيار فقال: "ومشيرا بالاختيار للخمي إن كان بصيغة الفعل فذلك لاختياره هو في نفسه، وإن كان بصيغة الاسم فذلك لاختياره من الخلاف".
قال الحطاب: وإنما بدأ باللخمي لأنه أجرؤهم ولذا خصه بمادة الاختيار.
و"تبصرته" حاذى بها "المدونة" وهو كتاب حسن مفيد وليس تعليقا على "المدونة". وهذه المحاذاة في التراجم والمعاني، والمازري من أشهر تلاميذه، ولذلك كل عن ترجم للخمي وذكر تلاميذه يصدّر بالمازري. [4] ابن خلدون (ج4 ص450).
(5) وقد ذيل هذه الأبيات محمد الكفيف الأنفاسي من أصحاب ابن غازي بقوله:
وَقلَّدْتُ إذذَاكَ الهَوَى فِي مُرَادِهَا ... كَتَقْلِيدِ أعْلاَمِ النُّحَاةِ ابْنَ مَالِكِ