وفي سنة (573) كانت كائنة يوم الجمعة بنزول النصارى على المهدية، ثم غدرها [5] ابن عبد الكريم في ربيع الآخر منها، ودخلها يحيى بن غانية الميورقي في شعبان من سنة (578) [6] فلم يزل بها هو وأصحابه لمتونة ومسُّوفه يغيرون منها على إفريقية حتى تمكنوا [من] بعض بلادها، إلى أن دخلها أبو عبد الله الناصر مع الموحدين في جمادى الأولى من سنة (602) [7].
وفي هذه المدة كان الوالي على تونس (578) أبا سعيد ابن الشيخ أبي حفص عمر بن يحيى الْهِنَتاتي، وأبو سعيد هو أخو الشيخ أبي محمد عبد الواحد الحفصي.
ومن القريب أن تكون هذه النسخة نسخت لأبي سعيد أبي حفص عمر الهنتاني.
خط هذه النسخة:
يشبه خط هذه النسخة الخط التونسي، فهي نسخة تونسية لأن خطها هو الخط المستعمل في تونس في القرن السادس الهِجري. ومن المعلوم أن الخط التونسي لا يبعد عن الخط الأندلسي. وتحرير الفرق بين الخطين يحتاج إلى بحث يعتني به بعض الباحثين.
وعدد صفحات هذا الجزء كما أثبت (213). [5] هكذا جاء في الأصل، والصواب ثم غادرها. [6] فلا يمكن أن يكون برسم خزانة يحيى بن غانية لانشغاله بالحروب. [7] البيان المغرب (ج 1 ص 316).