responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية نویسنده : السفيري، شمس الدين    جلد : 2  صفحه : 148
عن الناس، فهم ينفعون أنفسهم به ولا يعلمون الناس بخلاً، فهذا النوع من الناس أيضاً مذموم قبيح، فإن العلم فضل الله، ويحرم عليه أن يبخل بفضل الله على مستحقيه، ولله در القائل:
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله ... على قومه يستعن عنه ويذمم
قال تعالى: ?وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ? [آل عمران: 187] .
وقال تعالى: ?وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ? [البقرة: 146] .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما أتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه من الميثاق ما أخذ من النبيين، أن يبينه ولا يكتمه» [1] .
وقال: «من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» [2] .
ولو كتم العلم عمن لا يستحقه ككثير من الجهال الذين لا ينتفعون بالعلم ولا يلتفتون إلى العمل به أو يخاف عليهم من الفتنة بما يتعلمه فلا إثم عليه حينئذ في كتمه.
قال إمامنا الشافعي:
ومن منح الجهال علماً أضاعه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم
وكاتم علم الدين عمن يريده ... يبوء بإثم زاد وآثم إذا كتم
وقال بعضهم ونسب إلى زين العابدين:
إني لأخفي من علمي جواهره ... كي لا يرى العلم ذو جهل فيفتننا
ورب جوهر علم لو أبوح به ... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجلاً دينون دمى ... يرون أقبح ما يأتونه حسنا

[1] أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/104، رقم 141) ، وابن حجر في القول المسدد (1 /5) عن أبي هريرة.
[2] أخرجه أبو داود في سننه (3/321، رقم 3658) ، والترمذي في سننه (5/29، رقم 2649) وقال: حسن. وابن ماجه في سننه (1/98، رقم 266) ، وأحمد في مسنده (2/344، رقم 8514) ، والحاكم (1/182، رقم 345) ، والبيهقي في شعب الإيمان (2/275، رقم 1743) عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (1/97، رقم 264) عن أنس. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف.
وأخرجه الطبراني في الكبير (10/128، رقم 10197) عن ابن مسعود.
قال الهيثمي (1/163) : فيه سوار بن مصعب وهو متروك.
نام کتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية نویسنده : السفيري، شمس الدين    جلد : 2  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست