نام کتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية نویسنده : السفيري، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 471
وفي حديث آخر للترمذي: «إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة» [1] .
وكذلك تسود وجوه الكفار في النار، وتزرق عيونهم، ويغلون بالأغلال.
والعصاة من المؤمنين فإنهم يسلمون من ذلك كله، ويتفاوتون في قدر البقاء في النار فمنهم من يمكث فيها ساعة، ومنهم من يمكث فيها يوماً، ومنهم من يمكث شهراً، ومنهم من يمكث فيها سنة، فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي وماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوهم، ولا تزرق عيونهم، ولا يغلون بالأغلال، ولا يقرنون مع الشياطين، ولا يضربون بالمقامع، ولا يطرحون في الأدراك، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها يوماً ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج، وأطولهم مكثاً فيها مثل الدنيا منذ خلقت إلى يوم أفنيت، وذلك سبعة آلاف سنة ... الحديث» [2] .
الثالثة: فإن قيل: إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة هل يعرفون منازلهم وأمكنتهم التي أعدها الله بهداية من الله، أو أن الملائكة تدلهم على منازلهم؟
في المسألة قولان:
أحدهما: أن الملائكة إذا وصلت بأهل الجنة إلى بابها يقولون لهم: تفرقوا إلى منازلكم، فيذهب كل واحد منهم إلى منزله فيها، وهو أعرف بمنزله في الجنة وموضعه فيها من منزله الذي كان في دار الدنيا، كما أن أهل صلاة الجمعة مثلاً إذا أخرجوا من المسجد يعرف كل واحد منزله، كذاك أهل الجنة وهذا القول هوالراجح ويدل عليه قول الله تعالى: ?وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ? [محمد: 6] .
ثانيهما: إنهم لا يعرفون منازلهم إلا بالملائكة يمشي مع كل واحد ملك بين يديه إلى منزله، وهو الملك الموكل بعمله.
الرابعة: أفاد بعض العلماء أنه يمكن معرفة أهل الجنة من أهل النار في الدنيا بعلامة وهي: أن الشخص إذا ملأ الله أذنيه من ثناء الناس عليه فهو من أهل الجنة، وإذا ملأ الله أذنيه من ذم الناس له فهو من أهل النار، واستُدل على ذلك بحديث في صحيح مسلم عن أنس - رضي الله عنه - قال: مر بجنازة فأثني عليها خيراً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وجبت وجبت وجبت» ومر بجنازة فأثني عليها شراً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وجبت وجبت وجبت» فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: فداك أبي وأمي، مر بجنازة فأثني عليها خيراً فقلت: «وجبت وجبت وجبت» ومر [1] أخرجه الترمذي في سننه (4/703، رقم 2577) عن أبي هريرة.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش. [2] رواه الحكيم في نوادر الأصول (2/36) عن أبي هريرة.
نام کتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية نویسنده : السفيري، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 471