بسم الله الرحمن الرحيم
أفتتح القول بحمد الله الذي اطمأنت بذكره القلوب، وازَّينت بشكره الأفواه، وعنت لعزته الوجوه، وخضعت لعظمته الجباه، ثم أصلي على رسوله مُحَمَّد وعلى آله وصحبه ممن هاجر معه ونصره وآواه، الذين صِين بهم الدين [.. [1] ..] وزيد للشرع القويم المهاد، ثم نقول:
إن الأحاديث والآثار التي أودعها كتُبه إمام أئمة المسلمين، وابن عم رسول رب العالمين، أبو عبد الله مُحَمَّد بن إدريس الشافعي المطلبي رَضِيَ الله عَنْهُ وأرضاه هي التي عليها اعتماده وبها اعتداده في ترتيب المذهب وتمهيده وتوطينه وتوطيده، وإنه -رَضِيَ الله عَنْهُ- أوردها إيراد محتج بها، ولم يتفق له إفراد ما أسنده ورواه بالجمع؛ لاشتغاله باستنباط الأحكام وتهذيب مسائل الحلال والحرام، وعلى ذلك مضت عصور وخلت قرون، ثم عني بجمع ما أسنده مفرقًا في الكتب جماعة من أصحاب أصحابه، منهم: أبو نعيم عبد الملك بن مُحَمَّد بن عدي الجرجاني [2]، روى مجموعه عنه: ابن صادق أحمد بن مُحَمَّد بن عمر [3]، ومنهم: أبو [1] كلمة غير واضحة بالأصل. [2] هو أبو نعيم الاستراباذي الإِمام الحافظ الثقة، أحد أئمة المسلمين فقهًا وحديثًا، وذو الرحلة الواسعة، ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب، والرمادي، والربيع بن سليمان، وأبا حاتم، وأبا زرعة الرازيان، وغيرهم.
روى عنه: ابن صاعد، وأبو علي الحافظ، وخلق.
انظر "السير" (14/ 541). [3] أحمد بن مُحَمَّد بن عمر عدَّة، لكني لم أقف لابن صادق هذا على ترجمة ولعله تصحيف في الأصل.