نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 199
وفي "ليس صلاةْ أثقلَ على المنافقين" بعضُ إشكال، وهو أن يقال: "ليس" من أخوات "كان" فملزم أن تجري مجراها في أن لا يكون أسمها نكرة إلا بمصحح كالتخصيص، وتقديم ظرف، كما يلزم ذلك فى الابتداء.
والجواب أن يقال: قد ثبت أن من مصححات الابتداء بالنكرة وقوعه بعد نفي، فلا يستبعد وقوع إسم " كان" المنفيه نكرة محضة، كقول الشاعر ([962]):
162 - إذا لم يكن أحد باقيًا ... فإن التأسي دواء الأسى
وأما"ليس" فهي بذلك أولى، لملازمتها النفي، فلذلك كثز مجيء اسمها نكرة محضة، ك "صلاة" في الحديث المذكور، وكقول الشاعر ([963]):
163 - كم قد رأيت وليس شيء باقيا ... من زائر طرق [964] الهوى ومزور
وفى "ليس صلاة أثقل" شاهد على استعمال "ليس" في النفي العام المستغرق به الجنس، وهو مما يغفل عنه. ونظيره قوله تعالى {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [965] ولك أن تجعل اسم "ليس" من "ليس هذا أريد" ضمير الشان، و "اريد" خبرًا، و"هذا" مفعولًا مقدمًا. وأن تجعل "هذا" اسمها، و"اريد" خبرها. ولك أن تجعل "ليس" حرفًا لا اسم لها ولا خبر.
وفي قول ابن عمرو - رضي الله عنهما - " ليس ينادى لها "شاهد على استعمال "ليس" حرفًا لا اسم لها ولا خبر. أْشاو الى ذلك سيبويه، وحمل عليه قول بعض العرب "ليس الطيب إلا المسك" [966]، بالرفع. [962] قائل البيت مجهول.- ينظر: همع الهوامع 1/ 120 ومعجم شواهد العربية 1/ 196 [963] قائل البيت مجهول - ينظر: همع الهوامع 1/ 125 ومعجم شواهد العربية 1/ 190. [964] خ د. طرف. [965] الغاشية 88/ 6. [966] الكتاب 1/ 147.
نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 199