نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 192
ومنها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد رضي الله عنه (إنك إنْ تركت ورثتك أغنياء خير من أن تذرَهم عالة) [918].
وقوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب: (فإن جاء صاحبها وإلا استمتعْ بها) [919].
وقوله - صلى الله عليه وسلم - لهلال بن أمية (البينةَ وإلا حد في ظهرك) [920].
قلت: تضمن الحديث الأول حذف [921] الفاء والمبتدأ معًا من جواب الشرط، فإن الأصل: إن تركت ورثتك أغنياء فهو خير.
وهو مما زعم النحويون أنه مخصوص بالضرورة.
وليس مخصوصاَ بها، بل يكثر استعماله في الشعر ويقل في غيره.
فمن وروده في غير الشعر، مع ما تضمنه الحديث المذكور، قراءة طاوس {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ أصْلَحٌ الَهُمْ خَيْرٌ} [922] أي: أصلح إليهم [923] فهو خير.
وهذا وإن لم يصرح فيه بأداة الشرط، فإن الأمر مضمن معناها. فكان ذلك بمنزلة التصريح بها في استحقاق جواب، واستحقاق اقترانه بالفاء، لكونه جملة اسمية.
ومن خص هذا الحذف بالشعر حاد عن التحقيق، وضيق حيث لا تضييق، بل هو في غير الشعر قليل، وهو فيه كثير.
ومن الشواهد الشعرية قول الشاعر ([924]): [918] الحديث ورد بفتح همزة "أن" في صحيح البخاري 2/ 98 و 4/ 3 و 5/ 87 و 7/ 155 و8/ 99
وورد بكسرها في 8/ 187. ولفظه (انك انْ تركت ولدك أغنياء خيرَمن أن تتركهم عالة). [919] صحيح البخاري 3/ 157 وفي 3/ 154 "وإلا فاستمتع". [920] صحيح البخاري 6/ 126. [921] ب: تضمن هذا الحديث حذف. [922] سورة البقرة 2/ 220 وفي نسخة أب د " لهم" بدلًا من "إليهم". وما أثبته من ج والمحتسب [923] في المخطوطات: لهم. والتصويب من المحتسب. [924] نسبه أبو تمام في ديوان الحماسة 1/ 603 إلى الضبي (؟).
نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 192