|
||||
| نام کتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن نویسنده : الغمري، نبيل جلد : 1 صفحه : 160 | ||||
|
يديه ساعة ثم أعجز، فيأخذ الآخر فيلقيه، فأمشي حتى أعطب فحينئذٍ يأخذني ويحملني. وكنا نلتقي جماعة الفلاحين وغيرهم فيقولون: يا شيخ عيسى، إدفع إلينا هذا الطفل نركبه وإياك إلى بوشنج، فيقول: معاذ الله أن نركب في طلب حديث رسول الله، بل نمشي وإذا عجز أركبته على رأسي إجلالًا لحديث رسول الله ورجاء ثوابه، فكان ثمرة ذلك من حسن نيته أني انتفعت بسماع هذا الكتاب وغيره، ولم يبقَ أحد من أقراني سواي حتى صارت الوفود ترحل إليّ من الأمصار، ثم أشار بأن يقدم لي الحلواء، فقلت: يا سيدي قراءتي لجزء أبي الجهم أحب إلي من أكل الحلواء فتبسم وقال: إذا دخل الطعام خرج الكلام، وقدم لنا حلواء الفانين فأكلنا وأخرجت الجزء، وسررت به وسألته إحضار الأصل فأحضره وقال: لا تخف ولا تحرص، فإني قد قبرت ممن سمع علي خلقًا كثيرًا فسلِ الله السلامة، فقرأت الجزء ويسر الله سماع الصحيح وغيره مرارًا، ولم أزل في صحبته وخدمته إلى أن توفي ببغداد ليلة الثلاثاء السادس من شهر ذي الحجة، قال: ولما احتضر سندته إلى صدري وكان مُسْتَهتَرًا بالذكر، فدخل عليه محمَّد بن القاسم الصوفي وأكب عليه وقال: يا سيدي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من كان آخر كلامه لا إله إلَّا الله دخل الجنة، فرفع طرفه إليه وتلا: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}، فدهش إليه ومن حضر من الأصحاب فلم يزل يرددها حتى ختم السورة وقال: الله الله الله، وتوفي وهو جالس على السجادة. قال السمعاني: شيخ صالح حسن السمت والأخلاق، متودد متواضع سليم الجانب، استسعد بصحبة الِإمام الأنصاري وخدمه مدة وكان صبورًا على القراءة محبًّا للرواية، حدث بالصحيح ومسند الدارمي عدة |
||||
| نام کتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن نویسنده : الغمري، نبيل جلد : 1 صفحه : 160 | ||||
|
www.eShia.ir