نام کتاب : كشف اللثام شرح عمدة الأحكام نویسنده : السفاريني جلد : 6 صفحه : 509
عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يبلغ العبدُ أن يكون من المتقين حتى يدعَ ما لا بأسَ به حذرًا مِمَّا به بأسٌ" [1].
وقال أبو الدرداء: تمامُ التقوى أن يتقي الله العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يتركَ بعضَ ما يَرى أنه حلال خَشية أن يكون حرامًا؛ حجابًا بينه وبين الحرام [2].
وقال الحسن: مازالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام [3].
وقال الثوري: إنما سُمُّوا المتقين؛ لأنهم اتقوا ما لا يُتقى [4].
وروي عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: إني لا أُحبُّ أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها.
وقال سفيان بن عيينة: لا يصيب حقيقةَ الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال، وحتى يدع الإثمَ وما تشابهَ منه [5].
واستدل بهذا الحديث مَنْ يذهب إلى سدِّ الذرائع إلى المحرمات، وتحريمِ الوسائل إليها [6]. [1] رواه الترمذي (2451)، كتاب: صفة القيامة والرقائق والورع، باب: (19)، وابن ماجه (4215)، كتاب: الزهد، باب: الورع والتقوى، والحاكم في "المستدرك" (7899)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 335)، لكن من حديث عطية السعدي - رضي الله عنه -. [2] رواه ابن المبارك في "الزهد" (ص: 19)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 212)، وغيرهما. [3] عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 61) لابن أبي الدنيا. [4] ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 284)، عن سفيان بن عيينة. [5] رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 288). [6] انظر: "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص: 73 - 74).
نام کتاب : كشف اللثام شرح عمدة الأحكام نویسنده : السفاريني جلد : 6 صفحه : 509