نام کتاب : كشف اللثام شرح عمدة الأحكام نویسنده : السفاريني جلد : 6 صفحه : 310
وبايعت، وقيل: إن التي سرقت وقطعها النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هي أمُّ عمرو بنت سيبان بن عبد الأسد بن هلال، خرجت [في] حجة الوداع، فمرت بركب، فأخذت عَيْبَةً لهم، وهي زنبيل من أَدَم، وما يُجعل فيه الثياب، فأتوا بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقطع يدها.
قال ابن شاهين: والمشهور أن قطع المخزومية إنما هو في عام الفتح، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مقيم بمكة [1].
(فقالوا)؛ أي: قريش -يعني: بعض وجوههم وأشرافهم: (من يكلم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟)؛ يعني: يشفع فيها عنده -عليه السلام- بأَلَّا يقطع يدها، (فقالوا) في بعضهم، أو من كلموه من المسلمين في ذلك: (ومن يجترىء)؛ أي: يقدم ويتشجع في الإقدام (عليه)، أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من الجراءة، والجراية -بالياء- نادر: الشجاعة [2]، (إلا أسامةُ بنُ زيد) بنِ حارثة (حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وابنُ حِبِّه، (فكلمه) - صلى الله عليه وسلم - (أسامةُ) بنُ زيد -رضي الله عنهما-؛ أي: شفع عنده - صلى الله عليه وسلم - بها، فلم يُشَفِّعْه، وأنكر عليه ذلك، (فقال) له - صلى الله عليه وسلم -: (أتشفع) بالاستفهام الإنكاري (في) إسقاطِ (حدٍّ من حدود الله) تعالى يا أسامة؟!.
وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَحَدٌّ يُقام في الأرض خيرٌ لأهل الأرض من أن يُمْطَروا ثلاثين صباحًا" [3]. [1] انظر: "فتح الباري" لابن حجر (12/ 89)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" له أيضًا (8/ 268). [2] انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: 44)، (مادة: جرأ). [3] رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 402)، والنسائي (4904)، كتاب: قطع السارق، باب: الترغيب في إقامة الحد.
نام کتاب : كشف اللثام شرح عمدة الأحكام نویسنده : السفاريني جلد : 6 صفحه : 310